السؤال
أنا فتاة تونسية الجنسية ارتديت النقاب في الآونة الأخيرة رغم معارضة أهلي الشديدة، حتى إن والدي توعدني بأنه لن يرضى عني إن تمسكت بالنقاب الذي ارتديته عن قناعة، أحاول تحسين سمتي ومعاملتي مع والدي عساهما يرضيان عني لكن ما يقض مضجعي ما أسمعه أحيانا من عدم جواز ما أفعله فإرضاء والدي أولى من النقاب، ثم ما قد أتعرض له من انقطاع للدراسة إن تغيرت الأحوال في بلدي وجل أملي والدي هو تميزي في دراستي؟ جزاكم المولى عنا خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تغطية الوجه واجبة على ما نرجحه من أقوال الفقهاء، وقد سبق لنا بيان ذلك بأدلته في الفتوى رقم: 5224.
فإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز لك طاعة أبيك في أمره إياك بخلعه، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وراجعي الفتوى رقم: 20352 وعدم رضا أبيك عنك في هذه الحالة غير معتبر شرعاً. فنوصيك بالصبر والحرص على معاملة والدك بالحسنى، فعاقبة ذلك خير إن شاء الله.
ولا يجوز إرضاء المخلوق بما فيه معصية لله تعالى، فذلك قد يجلب لصاحبه سخط الله وسخط الناس، ومن أرضى الله تعالى أرضى عنه الخلق، ففي سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.
ونوصيك أيضاً بالحرص على الاجتهاد في دراستك وتحصيل ما يبتغيه والدك من تميزك في هذه الدراسة، وإذا تغيرت الأحوال في بلدك ومنعت من النقاب عندها فلكل حدث حديث، وأما الآن فالواجب عليك الالتزام به وعدم الالتفات إلى أي أراجيف حوله ومحاولة للتشكيك فيه.
والله أعلم.