السؤال
لقد كفرت كفراً أكبر -والعياذ بالله- وهذا ما قاله الشيخ ابن باز، حيث إني كنت أتهاون بالصلاة وأتركها لمدة أيام، أما الآن فقد تبت إلى الله وأصبحت محافظا على الصلاة.
فهل هذا يكفي لأصبح مسلما تقبل أعمالي، أم ما زالت كافراً، ويجب علي الاغتسال ونحوه من الشروط للعودة إلى الإسلام؟ وما هي الشروط وماذا أفعل؟
وهل حلق شعر الرأس يكون كاملا، أم يكفي التقصير؟
أرجو الإجابة بالترتيب مثلاً: أولاً يتشهد، ثم يغتسل، ثم وثم إلخ؛ لأني أجهل طريقة العودة إلى الإسلام؟
وهل يكفي نطق الشهادتين هكذا: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أم تكفي توبتي عن ذلك؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول ابتداء: إن ترك الصلاة تكاسلاً لعدة أيام، لا شك أنه ذنب عظيم يستوجب التوبة إلى الله تعالى، ولكن هل هو كفر أم لا؟ هذا محل خلاف بين العلماء.
فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن تارك الصلاة كسلاً لا يكفر، وذهب آخرون إلى أنه يكفر بترك صلاة واحدة. ورجح بعض أهل العلم أنه لا يكفر إلا بترك الصلاة كلياً، كما بيناه في الفتوى: 139732، والفتوى: 122448.
وحتى لو وقعت في الكفر الأكبر -والعياذ بالله- فما دمت قد تبت إلى الله تعالى، وعدت إلى الصلاة: فإن هذا كاف، ولا يشترط لصحة إسلامك الغسل، ولا النطق بالشهادتين، ولا حلق شعر الرأس.
وصلاتك توبة تصير بها مسلماً، كما بيناه في الفتوى: 155839. عن تارك الصلاة على وجه مكفر كيف يعود للإسلام.
وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله لمن أسلم: ألق عنك شعر الكفر. كما في سنن أبي داود. محمول على الاستحباب في قول جمهور أهل العلم.
جاء في الموسوعة الفقهية: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الكافر إذا أسلم يسن حلق رأسه، لما روي عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ألق عنك شعر الكفر. انتهى.
وانظر الفتوى: 11140 بعنوان: (هل يشترط الغسل لصحة الإسلام).
والله أعلم.