الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل رفع ظلم وقسوة الوالد

السؤال

أعاني من قسوة والدي علي وعلى والدتي وإخوتي فهو يسب ويلعن بأقبح الألفاظ يوميا وكل ما رأى والدتي يسبها بدون سبب، حتى إنه قال لأخي إنك ابن زنا، وعمره 25 سنة، تخيل أن أبا يقول لابنه إنك ولد زنا وهو كاذب ويعني أن أمي زانية، ولا يكلمنا إلا إذا احتاج شيئا، وعندما نقضي حاجته عاد للسب واللعن، وأنا يا شيخ صابر منذ سنين على هذا الوضع، ولكنني تعبت نفسيا وجسديا، تخيل واحدا كل يوم يلعنك كل ما رآك ويقول روح شغلك حتى لا أفشلك وأصغر وجهك قدام زملائك ،وأنا إلى الآن ما تزوجت وعمري فوق 34 سنة، لأنني بصراحة عفت الزواج، لا أقدر أن أنام مرتاحا، أو أفكر، لأنني زهقت من معاملته فأنا بشر وللصبر حدود وفوق هذا فهو لا يرحم أختي ويسبها ويضربها حتى صارت تحلم به في الليل وتتكلم في نومها، أرجو منكم الإفادة ما العمل؟ لأنني أحس أنني سأنفجر في يوم من الهم والقهر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فإن كان الحال كما ذكرت من إساءة أبيكم إليكم بالسب واللعن والقذف، فهو ظالم ومرتكب لذنوب عظيمة، لكن ذلك لا يسقط حقه عليكم في البر والمصاحبة بالمعروف، ومن أعظم أنواع البر به والإحسان إليه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فعليكم أن تنصحوا والدكم وتخوفوه من اجترائه على هذه الكبائر، على أن يكون ذلك بأدب ورفق، وينبغي أن تبذلوا جهدكم في استصلاحه وإعانته على التوبة والاستقامة، ويمكنكم الاستعانة على ذلك ببعض الصالحين من الأقارب، أو غيرهم، وحثه على مصاحبة الصالحين وحضور مجالس العلم والذكر مع كثرة الدعاء له بالهداية، وإذا كنت متضررا من مساكنة والدك، فالأولى أن تبادر بالزواج ـ إن كنت قادرا عليه ـ وتنفصل عنه في مسكن مستقل وتداوم على بره، وإن كانت أختك غير متزوجة فإن استطعت أن تلتمس لها زوجا صالحا فذلك خير ومصلحة وإحسان إليها، وعلى كل حال فلكم أن تتخذوا ما أمكنكم من الوسائل التي تحول بينكم وبين ما يصدر من ضرر منه عليكم ولا يعتبر ذلك عقوقا، إذ لا ضرر ولا ضرار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني