الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العمل إذا رفض الأب الخاطب لغير سبب شرعي

السؤال

أنا فتاة 22سنة، تعرفت على شاب على خلق ودين وتقدم لي، لكن والدي رفضه بسبب ظروفه المادية، وعدم رضاه عن وضعه الاجتماعي، حيث إنه يرى أننا نفوقه شيئا ما في ذلك، اختلى بعضنا ببعض، وحدثت علاقة غير شرعية، وتبنا إلى الله، ولم يحدث حمل من ذلك، ووالدي غير موافق عليه، وهو يعلم أنه على دين ويصلي في المسجد، ويعرف هذا الشاب معرفة شخصية، وكذلك سائر أهلي غير موافقين لعدم موافقة والدي، ولا أستطيع كذلك أن أقول لأي أحد عما حدث بيننا من خلوة وما حدث، فهل يمكن أن نتزوج، ويكون الولي لي أحد المسلمين الصالحين كإمام جامع مثلا؟ ولشيخ الإسلام فتوى في ذلك إذا كان الولي الأصلي، أو من دونه لا يرضون الزواج من المسلم لغير سبب شرعي، وأنا تبت إلى الله مما اقترفت معه من ذنب وهو كذلك، أرجو أن تكون إجابتكم وافية في حكم الله، وماذا يجب أن أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:

فما يحصل من التعارف بين الشباب والفتيات بدعوى الرغبة في الزواج فهو باب شر وفساد عريض تنتهك باسمه الأعراض، وترتكب خلف ستاره المحرمات، وكل ذلك بعيد عن هدي الإسلام الذي صان المرأة وحفظ كرامتها وعفتها، ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين، وإنما شرع للعلاقة بين الرجال والنساء أطهر سبيل وأقوم طريق بالزواج الشرعي لا سواه، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 1769.

فالواجب عليك قطع كل علاقة بهذا الشاب، والتوبة إلى الله مما وقع بينكما من الحرام، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، فإذا تبتما إلى الله فلكما أن تتزوجا، لكن لابد من موافقة الولي، فإذا رفض وكان هذا الشاب كفؤا، فلك أن ترفعي الأمر للقاضي ليزوجك، أو يأمر وليّك بتزويجك، كما بينّاه في الفتوى رقم: 79908.
لكن ننبهك إلى أنّ الأب في الغالب أحرص الناس على اختيار الزوج الصالح لابنته، وتحصيل مصالحها في الزواج وغيره، فالذي ننصحك به إن كان هذا الشاب قد تاب واستقام أن تجتهدي في إقناع والدك بالموافقة على الزواج منه، فإن أصر أبوك على الرفض فالأولى أن تتركيه، ولعل الله يعوضك خيرا منه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني