الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن كثرت عليه الوساوس

السؤال

أولا أحب أن أخبركم أنني فتاة لم أتزوج، واسمي مجرد كنية، لا أعرف كيف أبدأ ولا من أين أبدأ، وقصتي التي سأسردها لكم هي قصة 3 سنوات وربما أكثر، بدأت مذ كنت في أول الصف الثالث الثانوي، تعرضت لأزمة نفسية، كنت متعقلة بصديقاتي جدا، وحصل أنهن انتقلن إلى مدرسة خاصة، وبعد محاولات وافقت أمي على نقلي، ولكن تفاجأت بأن هذه المدرسة امتلئت واكتفت من الطالبات، وحينها بدأت أزمتي، أصابني اكتئاب وقلق في النوم وكره للمدرسة، عادت الأيام وبدأت أتأقلم مع ما تبقى لي من صديقات ومع معلماتي، ولكن مع ذلك لا زالت حالتي النفسية متدهورة، ولكنني أتظاهر بأنني سعيدة، كنت وللأسف تشغلني المسلسلات والأغاني فكانت كالمسكنات الوهمية لي إذا ضاق صدري، ولكنني ولله الحمد عندما تعبت نفسيتي تركت الأغاني، ولازلت أتابع المسلسلات حتى أتى اليوم الذي عاد لي فيه القلق، فأمكث حوالي ساعتين أو أكثر على السرير حتى نمت، استيقظت والقلق والهم يعتريني، بدأ القلق يعود، بل يزداد أكثر وأكثر، وقلقلي كله بسبب عدم استطاعتي للنوم حتى وصلت لمرحلة أنني من شدة تفكيري في النوم وهمي في أن أنام بدون قلق، إذا استلقيت على السرير يعتريني قلق فظيع ورجفة في جسمي واضطرابات قوية في قلبي، كرهت الدراسة والبيت والحياة بأكملها، راجعت دكتورا نفسيا وصف لي حبوبا منومة، فأخذتها يومين ثم تركتها، وأصحبت أنام ولله الحمد بدونها، لجأت إلى الاستغفار والدعاء، فكنت إذا ذهبت للنوم أستغفر وأذكر الله، ولله الحمد وجدته أنجع علاج، ولله الحمد تبت من المسلسلات ومن أمور كثيرة، وبفضل الله أصبحت فتاة ملتزمة، استمررت هكذا وخفت تلك الوساوس التي تتعبني بأنني سيصيبني أرق ولن أنام، انتقلت الوساوس إلى الطهارة ثم الصلاة تعبت، وأتعبت أهلي معي في صلاتي ووضوئي، ثم خفت وانتقلت إلى وساوس في العين وخوفي منها ومن الحسد، وهكذا وإلى يومي هذا لا زال النوم يأخذ جزءا من تفكيري، مع أن نومي ولله الحمد أصبح طبيعيا جدا، وطبعا أنهيت الثانوية بفضل الله، وتخصصت في قسم شرعي، وتحسنت ولله الحمد والمنة بنسبة كبيرة، وكله بفضل الله ثم الاستغفار والرقية التي كنت أرقي نفسي بها، والآن الوساوس التي تلازمني في وقتي الحالي هي:
1ـ أشك كثيرا في نزول المذي مني.
2ـ كلما استلقيت على السرير لأنام تبدأ الوساوس في: الباب مفتوح انهضي وأغلقيه، الصنبور لم تغلقيه جيدا، الكتب فيها اسم الله ملقاة على الأرض ارفعيها وهكذا، وكلما جاهدت نفسي على أن لا أنهض وأستسلم للوساوس تأتيني الوساوس من باب آخر فيوسوس لي الشيطان بأنه إذا لم أنهض وأضع حقيبتي في مكان مرتفع سيعاقبني ربي لأنها ستهان وفيها اسم الله، وهناك أمر يتعبني جدا وهو أنني لا أستطيع النوم وهناك فتات من الأكل سقطت على الأرض، فتجدني كالمجانين أتحسس الفتات كي ألمه بشكل متكلف، حتى لو أن هناك بقعة خفيفة من طعام سقطت على الأرض أمسحها، وأظل أدور في أرض المطبخ أمسك هذا وذاك وأنا أعلم يقينا أن هذا سببه الوساوس، لأنني ولله الحمد طوال يومي إذا رأيت شيئا من الطعام ملقى على الأرض ألتقطته حتى لا يهان ولكن بشكل طبيعي، أما قبل النوم فبشكل مكلف جدا جدا.
3ـ إذا سافرت لمكان أحمل هم أنني كيف سأنام ويصبني قلق عندما أذهب للنوم، ولكني مع ذلك لا أعاني مطلقا ولله الحمد من الأرق ، لكن القلق يجعلني أشعر نفسي بالأرق.
4ـ إذا كنت مع أحد وكلنا ننام في نفس الغرفة، فإنني كالأطفال إذا رأيتهم ناموا قبلي يبدأ القلق يدب في جسدي وأتوتر ويصعب نومي، والمشكلة الكبرى هنا أنني ولله الحمد والمنة عقدت قراني على شاب ملتزم ولله الحمد، وبقي على حفلة زفافي قرابة الشهرين، أخبرته بكل ما أصابني هنا ولكن آخر ما ذكرت لم أخبره به فقط بينت له أن هناك وساوس تلازمني، وهو ولله الحمد تفهم الموضوع، وفي إحدى زياراته أحضر لي كتبا للرقية حتى أرقي نفسي، ومشكلتي الكبرى أنني لا أستطيع الاستمرار على الرقية كنت في السابق أرقي نفسي كثيرا ولله الحمد، أما الآن فاستغفاري قل ورقيتي كذلك قلت والله المستعان، وقبل يومين عندما رقيت نفسي أحسست بثقل يدي اليمنى ورجلي اليمنى، وبعدها بقرابة يومين أحضرت ماء لأقرأ فيه، وأنا أقرأ الآيتين الآخيرتين من سورة البقرة أحسست بثقل في يدي اليمني، فأخبرت خطيبي بذلك فطمأنني بأن هذا من الشيطان ليوهمني أنني أعاني من عين، أو حسد، وسؤالي الأخير: يصيبني أحيانا هم الزواج كيف سأرتبط بشخص وأنا هكذا يعتريني القلق إذا نام أحد بجواري قبل أن أنام، يعتريني القلق إذا كان لدي مهام في اليوم الثاني فلا أستطيع النوم، يعني باختصار أحمل هم الأمور بسبب النوم، أخبروني أن هذا بسبب نقص مادة في الدماغ تسبب هذه الوساوس، ومع ذلك فأنا أرفض وبقوة آخذ دواء ومصممة على الاستمرار على الرقية بإذن الله، ولكنني لا أستمر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فقد أحسنت إذ لجأت إلى التوبة والاستغفار والدعاء وذكر الله والرقية التي كنت ترقين نفسك بها، ونسأل الله لك العافية ولجميع المسلمين، وننصحك بمراجعة المتخصصين في هذا المجال من الأطباء والرقاة مع التأكيد على البعد عن المشعوذين، ومن لا يوثق بدينهم من مدعي الرقية، ويمكن مراجعة قسم الاستشارات عندنا في الشبكة لعلهم يعطونك نصائح طبية ونفسية في هذا الأمر، واعلمي أن الرقية الشرعية تشرع للشخص ـ سواء كان مصابا أم لا ـ ويجوز استرقاء من جرب نفعه ممن عرفوا باتباع السنة وصلاح المعتقد والبعد عن الشعوذة والدجل، وأكثري من الدعاء وطلب العافية من الله، والتصدق، وشرب زمزم بنية الشفاء، والمحافظة على الأذكار الصحيحة، لا سيما أذكار الصباح والمساء والمعوذات، وفعل الطاعات من صلاة وبر وصلة وقراءة كتاب الله تعالى، ففيه الشفاء من الأمراض الظاهرة والباطنة، كما قال سبحانه: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً { الإسراء:82}.
إضافة الى الالتزام بالفرائض والبعد عن المعاصي. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 12505، 4310، 80694، 116023.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني