الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان لا يريد مصلحة للعبد بل شغله عما ينفعه

السؤال

أعاني من وسواس الطهارة، وأرجو منكم مساعدتي: عندما أقضي حاجتي وأنتهي منها ( تنز ل أحياناً قطرات من البول أعزكم الله ) وهذه المشكلة تسبب لي أزمة فظيعة لدرجة أني بالدقيقة الواحدة أتفقد من 15 إلى 20 مرة لأرى هل نزل شيء أم لا، وأحيانا أقوم بالتشكيك وأقوم بتغيير ملابسي كلها، وخاصة إذا أذن للصلاة أهلع للوضوء، وعندما أنتهي أخرج من المنزل للذهاب للمسجد أحس بشيء ينزل مني، وأرجع إلى المنزل وأتفقد، إذا رأيت فعلاً قطرات غيرت ملابسي، وإذا لم أر شيئاً أقوم بالتشكيك وأغير ملابسي من باب الاحتياط، وهذا الفعل يؤخرني عن الصلاة كثيراً لدرجة أن تفوتني صلاة الجماعة وأصليها بالبيت والسبب الوسواس، ألاحظ نزول القطرات بنسبة قليلة جداً خلال 100 مرة 5 مرات فقط التي تنزل القطرات منه ( تقريباً ) أقول في نفسي هذه وساوس الشيطان، وأحاول التغاضي عنها وأخرج للمسجد، وعندما أصل أفكر في الوسواس مرة أخرى، وتقول لي نفسي صلاتك لاتقبل إذا لم تكن طاهراً ستعذب بالقبر، سيعذبك الله في ناره. أخاف وأرجع للبيت راكضاً أبدل ملابسي وأخرج، وأحيانا تفوتني الصلاة حتى إني آخذ أوراق المنديل وألفها حول ذكري، لكن هذا الفعل يسبب لي الإحراج بانتفاخ هذه المنطقة، فـوالله العظيم إني أنهار دائماً أنازع نفسي وأقول وساوس ولا ألتفت إليها أبداً، لكن إذا نزلت قطرات فعلاً وأنا حسبتها مجرد وساوس هل تبطل صلاتي ؟ هذا السؤال الذي يعلق في ذهني أرجوكم ثم أرجوكم ثم أرجوكم ليس لي بعد الله سواكم، أستحي أن أطرح مشكلتي وجهاً لوجه لأحد المشايخ أو حتى الكلام هاتفياً، أقل شيء هو الكتابة. أنتظر ردكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، ولا علاج لما تعاني منه إلا الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إلى شيء منها، وانظر الفتوى رقم: 134196 فلا تعر هذه الوساوس أي اهتمام، بل كلما عرضت لك فاطرحها عنك، ولا تفتش هل خرج شيء أو لا، ولا تبدل شيئا من ثيابك، واعلم أنك غير مؤاخذ بما في نفس الأمر، ولكنك متعبد بأحكام الشرع بحسب الظاهر، فلو فرض أنك أعرضت عن الشك والوسواس، وكان قد خرج منك شيء حقيقة دون أن تشعر فلست مؤاخذا بذلك، لأنك لا علم لك بحقيقة الحال، والله إنما تعبدك بتكاليف بينها وأظهر حكمها، ومما بينه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأصل عدم المشكوك فيه، فمن شك هل خرج منه شيء أو لا فلا يلتفت إلى هذا الشك حتى يتيقن، وذلك في مثل قوله صلوات الله عليه: فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. وهذا في حال الشك العادي، فكيف إذا وصل إلى حد الوسوسة كالذي تعاني منه، إننا نكرر نصحك بأن تعرض عن هذه الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، مهما ألقى الشيطان في قلبك من الوسواس، ومهما قال لك إنك ستعذب في القبر أو في النار، فإنه ليس حريصا على مصلحتك، ولا على دفع العذاب عنك، بل همه إبعادك عن الله تعالى وشغلك بهذه الوساوس عما ينفعك، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني