السؤال
كنت في زيارة لإحدي الدول بالخارج، وكعادتنا يلزم أن نشتري هدايا للأهل والأقارب من الطرفين ـ أهلي وأهل زوجتي ـ وقد سألتني زوجتي عن بعض الأقمشة فقلت لها هذه لوالدتي تتصرف فيها كيفما تشاء تلبسها تعطيها لأهلها هي حرة في ذلك، فردت علي بأسلوب سوقي وقالت: (احنا باعتين لها هم ما يتلم) ـ فرددت عليها وقلت لها غير مسموح أن تتكلمي عن أمي بهذه الطريقة فهي أمي، فردت علي بأسلوب المقصود منه التصغير: وهي أمك السيدة خديجة ـ فرددت عليها وقلت لها بل أحسن، فقالت لي أنت إنسان كافر وظالم، وكررت كلمة كافر مرات عدة لا تقل عن عشر مرات، بل وأخذت تدعو علي رغم أن الله يعلم طريقة معاملتي لها، علما وبكل أسف أن زوجتي خريجة الأزهر الشريف وتحفظ القرآن، أريد رأي الدين في هذا وكيفية معاقبتها، واسمح لي لا تقل لي اضربها، فأنا لن أتدنى إلى هذا المستوى، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنك أخطأت فيما قلته من تفضيل أمك على السيدة خديجة، لكن ذلك لا يسوّغ لزوجتك ما وقعت فيه من رميك بالكفر، فذلك إثم عظيم وظلم مبين، والذي ننصحك به أن تجتهد في استصلاح هذه الزوجة بالوسائل المشروعة من الوعظ والهجر في المضجع والضرب غير المبرح، واعلم أن الضرب مباح للتأديب بعد استعمال الوعظ والهجر وعدم إفادتهما. قال النووي: والوعظ التذكير بما يلين القلب لقبول الطاعة واجتناب المنكر، ثم إذا لم يفد الوعظ هجرها أي تجنبها في المضجع، فلا ينام معها في فرش لعلها أن ترجع عما هي عليه من المخالفة، ثم إذا لم يفد الهجر ضربها أي جاز له ضربها ضربا غير مبرح، وهو الذي لا يكسر عظما ولا يشين جارحة، ولا يجوز الضرب المبرح ولو علم أنها لا تترك النشوز إلا به، فإن وقع فلها التطليق عليه والقصاص، ولا ينتقل لحالة حتى يظن أن التي قبلها لا تفيد.
والله أعلم.