الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حلف على أيمان كثيرة وحنث فيها فماذا عليه

السؤال

إذا حلفت يمينا أنني لن أفعل شيئا معينا ثم تبين لي أن فعله هو الصواب ففعلته ووجبت علي الكفارة، فإن تكرر ذلك ـ ليس نفس اليمين إنما نفس الوضع ـ ما يقارب العشر مرات، فهل تجب علي عشر كفارات؟ أم كفارة واحدة عن الجميع؟ هذا مع العلم أنني طالبة جامعية وأهلي هم الذين يمولونني ووضعهم المالي جيد لكنهم يرون أن هذا من التشدد وإن طلبت منهم مالا للكفارات فإن ذلك سيسبب الكثير من المشاكل والمشاحنات.

الإجابــة

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فقبل الإجابة على السؤال ينبغي للمسلم أن يتجنب الإكثار من الحلف، لما في ذلك من الإشعار بعدم تعظيم الحالف لله، والله يقول: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ {البقرة: 224}.

ويقول: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ {المائدة: 89}.

وإذا كان المعنى المراد من السؤال أن السائلة تحلف عن فعل بعض الأشياء ثم يتبين لها أن الأولى من الناحية الشرعية والمصلحلة فعل ما حلفت عنه فما تقوم به من الحنث هو الصواب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه. رواه مسلم.

وعليها عن كل يمين حنثت فيها كفارة إذا كان الحلف متعددا وعلى أشياء مختلفة، وقد سبق ان أوضحنا ماذا يجب على من حلف أيمانا متعددة وحنث فيها في الفتوى رقم: 79783

وكفارة اليمين مبينة في الفتوى رقم: 17345

وعند العجز عن الثلاثة الأولى المذكورة في الفتوى ينتقل الحانث إلى التكفير بصوم ثلاثة أيام، ومن لا يملك مالا يكفر به فليس له أن يأخذ من مال أهله أو غيرهم ما يكفر به بغير رضاهم، بل ينتقل في هذه الحالة إلى صوم ثلاثة أيام، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 95349

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني