الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخيل أمور لم تقع ليس من الكهانة

السؤال

هل بإمكاني تخيل مشهد معين واقعي أو غير واقعي وتحريك الأمور حسب ما أريد في هذا المشهد؟ مثلا أتخيل نفسي أركب حصانا وأوجهه حيث أريد وبعد أن أتخيل نفسي كذلك أو المشهد أمامي من دون نفسي أصفه كلاميا بصوت عال عن طريق استعمال الحواس الخمسة فعلى سبيل المثال لا الحصر: أتخيل حبة برتقال أقربها كما أشاء إلى عيني كي أراها جيدا وكذلك أصفها من كل النواحي مثلا لونها رائحتها طعمها ملمسها الإحساس الذي ينتابني عندما أراها أو أقشرها وكل تلك التفاصيل، فمثلا أتذكر طعمها وأقول إن طعمها كذلك أي كالطعم الذي أذكره وكذلك باقي الأمور، والأسئله هي: أولا: ما حكم كل ذلك المذكور أعلاه؟ مثلا عندما أتخيل طعمها وأقول إن طعمها هكذا أي كالذي أشعر به حاليا هل ذلك يعتبر كذبا؟ أو يعتبر محاولة لمعرفة علم الغيب، لأنني قد أنسى طعم حبة البرتقال الحقيقي وعندما أقول إن طعمها هكذا قد أكون كالذين يمارسون الكهانه لمعرفة الغيبيات كذلك الأمر بالنسبة لباقي الحواس.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكر السائل يعتبر من الأماني وأحلام اليقظة والمراد بها ما يدور في خلجات النفس من حديث وأماني، ففي لسان العرب: قال أبو العباس أحمد بن يحيى: التمني: حديث النفس بما يكون وبما لا يكون.
وقال ابن الأثير: التمني: تشهي حصول الأمر المرغوب فيه وحديث النفس بما يكون ومالا يكون. اهـ.
وقد عرف علماء النفس أحلام اليقظة بأنها عبارة عن تفكير متمنٍ يحقق من خلاله الإنسان إشباعا لرغباته ودوافعه التي يعجز عن تحقيقها في الواقع، فهو عبارة عن هروب من مشاكل الواقع وقساوته إلى عالم خيالي بحت، فقد يرى المرء نفسه بطلا مشهوراً ويتمنى أن يكون كذلك في الواقع، أو زعيماً أو غير ذلك، وتفكير الإنسان في هذا ونطقه بما يفكر فيه يعتبر من المباحات ما لم يصل لدرجة العزم على فعل الحرام ولا يعتبر هذا من الكهانة وادعاء معرفة الغيبيات، وراجع للمزيد الفتوى رقم: 28477.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني