السؤال
هل يحاسب الإنسان عن مشاعره التي لا يستطيع أن يخفيها، وقد تؤدي به أحيانا إلى البوح بما يجري بداخله للشخص الآخر، فهذه الأحاسيس ليست باليد رغم محاولات الابتعاد عنها؟ ولكم جزيل الشكر.
هل يحاسب الإنسان عن مشاعره التي لا يستطيع أن يخفيها، وقد تؤدي به أحيانا إلى البوح بما يجري بداخله للشخص الآخر، فهذه الأحاسيس ليست باليد رغم محاولات الابتعاد عنها؟ ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المشاعر وحديث النفس وما يعجز عنه الإنسان معفو عنه، لقول الله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا{ البقرة: 286}.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه.
وأما بوح المرأة للرجل الأجنبي بحبها له وتعلقها به فإنه لا يجوز، وهو من خطوات الشيطان ومصائده التي يجر بها الإنسان إلى ما لا تحمد عقباه، وعلى المسلم الحذر منه، وعلى من ابتلي بشيء من ذلك الحب والتعلق أن يجتهد في التخلص منه، ويحذر من الاسترسال معه، وأن يشغل وقته بما ينفعه في دينه ودنياه، ويسأل الله تعالى أن يرزقه حبه وييسر أمره وأن يغنيه بحلاله عن حرامه وبطاعته عن معصيته، وراجع في أنواع الحب: ما يجوز منه وما يحرم فتوانا رقم: 5707.
وما دام الإنسان يجاهد نفسه ويبعدها عن ما لا يجوز له فإنه لا إثم عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ بل يكون مأجورا على جهاد نفسه وبعده عن ما لا يرضي الله، وانظري الفتوى رقم: 9360
ومع ذلك فإنه لا حرج على المسلمة في أن تعرض نفسها أو يعرضها وليها على رجل ترضى دينه وخلقه للزواج منها، بالطرق المقبولة شرعا والمناسبة عرفا، وانظري الفتوى: 53095وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني