السؤال
هل اللعنة في هذا الحديث الشريف معناه أنه خرج من ملة الإسلام و لا توبة له نهائيا، و كذلك الكفر في الحديث الثاني، كما لعن الله إبليس و أخرجه الله من رحمته. و إن كان كذلك فكيف يتفق مع قوله سبحانه و تعالى : ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ( 53 ) ) سورة الزمر.
فهل الإسراف هنا في الذنوب العادية ، أم في الكبائر ؟؟؟؟؟؟
و كيف يعرف الإنسان نفسه أنه قد تعرض للعن ؟؟؟؟؟
الحديث: ملعون من أتى امرأة في دبرها.
الراوي: أبو هريرة. المحدث: الألباني. - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3129
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و كذلك الحديث: من أتى ساحرا أو كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى حائضا أو امرأة في دبرها فقد برئ مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، أو كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: الإيمان لأبي عبيد - الصفحة أو الرقم: 77
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن اللعنة والكفر المذكورين في هذه الأحاديث وأمثالها ليس المراد به الكفر المخرج من الملة- كما قال أهل العلم- وإنما يحمل على تغليظ هذا النوع من المنكر، والتشديد فيه. قال الترمذي في جامعه: وإنما معنى هذا الحديث عند أهل العلم على التغليظ.
وقال النووي في شرح مسلم: قال القاضي: واستدلوا بهذا على أن ذلك من الكبائر، لأن اللعنة لا تكون إلا في كبيرة.
وانظر الفتوى: 140058وما أحيل عليه فيها.
واللعن سببه اتصاف العبد ببعض المعاصي المذكورة في الأحاديث، فإذا تاب العاصي توبة صادقة فإن الله تعالى يتوب عليه، وبالتالي يرتفع اللعن بارتفاع سببه وهو المعصية، وقد يمنعه الله من النار ومن اللعن إذا وجدت بعض الأسباب المانعة من ذلك كالتوبة والاستغفار وفعل الحسنات التي تذهب السيئات..
ولذلك فإنه لا تعارض بين هذه الأحاديث والآية المذكورة؛ فالأحاديث جاءت في تشديد النهي عن هذا النوع من المعاصي وتغليظ عقوبته، والآية جاءت للترغيب في التوبة وأن الله تعالى يغفر للتائب جميع ما اقترف من المعاصي مهما كان عظمها والتحذير من القنوط من رحمة الله تعالى.
والله أعلم.