الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البكاء خوفا ونفورا من الوسوسة علامة خير

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم ..
أرجـوكم إخواني, والله إنــي بهم لا يعلمـه إلا الله. بدأ بي الوسواس وأنا عمري 13 سنـة, لأنـي كنت أحافظ على الصلاة والفرائض والعبادات والنوافل، فبدأ يوسوس لي بالطهارة والوضوء واسترسلت معه, لأني كنت صغيرة ولا أفهم شيئا, وأهلي دائما يسخرون مني, ويقولون لي اتركيه هذا وسواس ولا يفهموني ماهو الوسواس . طبعا ما كنت أفهم شيئا, وانقطع عني لمدة سنتين تقريبا. ورجع لي بعد ما عدت إلى ربي في رمضان وصرت ((أعوذ بالله منه )) إلى أني يقول ما فيه -إله- ولا تعبين عمرك وأنت تفعلين العبادة!! , والله إني صدمت بقوة صرت كأني مجنونة ما يهنأ لي نوم و لا آكل شيئا أبدا إلا أن أهلي غصبوني ولاحظوا هذا الشيء, ودائما يسألوني ماذا فيك؟ و ما الذي حدث؟ من يوم يسألوني أبدأ بالبكـاء الشديد, وكنت دائما في رمضان العام دائما--أغتسل بنية دخول الإسلام - إلى أن علمت أن هذا من الوسواس وتركته. و الآن رمضان عاد مثل ما كان العام الماضي حـتى يقول ما فيه جنة ولا نار ولا يوم قيامة ولا شيء((لـععععععنه الله ..الله ينصرني عليه يا رب..)) والله إنــي أحاربه بقوة, صراع دائم بيني ويينه, والله مللت ودائما أدعو ربي أن يحفظ ديني وأموت وأنا مسلمة, دائما أبكي بكاء الصبي لماذا استرسلت معه من أول شيء, لأني صغيرة ؟ يعني هكذا لعب علي ! آآه بس.. و أشعر أني لا قيمة لي بالحياة إذا فقدت أعظم نعمة لا أحد يشعر بها إلا إذا فقدها وهي -الإسلام والهداية-والله أريد أن الله يهديني لأن لي همة عالية أن أنشر الدين العظيم وأدافع عنه وأأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر قبل أن تصيبني هذه الوساوس وبعدها. لكن إذا تذكرت هذه الوساوس أصاب بالإحباط وكأنني إذا نصحت أحدا أكون مرائية-علما أنني مثقفة بالدين جدا والحمدلله.
جزاكم الله خيرا أريد شيئا يبعد عني هذا الوسواس قطعا لا يعود لي مرة أخرى من القرآن والسنة ؟؟ وهل أنا خرجت من الملة والعياذ بالله؟ (الله يثبت قلبي على دينه) أريد منكم الدعاء لي بالثبات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء من هذا الداء وأن يرزقك العافية والسلامة وأن يلبسك ثوب الصحة. واعلمي أن الوسوسة من البلاء ومن كيد الشيطان، وكيده ضعيف وأمره يسير، فعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن والمحافظة على الأذكار، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 3086.

والواجب عليك الإعراض عن هذه الوساوس تماما وعدم الالتفات إليها، بما في ذلك وسوسته لك بالكفر ونحوذلك فإنها لن تضرك بإذن الله، بل إن بكاءك خوفا منها علامة خير ودليل على أنك تخافين الكفر، ومن كان حاله كذلك لا يكون كافرا، فقري عينا واستأنفي حياتك كأن شيئا لم يكن، واحرصي على مجالس الخير ومصاحبة الصالحات والعمل معهن على نشر الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تشملك رحمة الله، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.[التوبة:71 ].

وما ذكرت من إحساسك بأنك مرائية عند القيام بأي عمل صالح فهو أيضا من كيد الشيطان ليثبطك عن القيام بالأعمال الصالحات والعلاج في هذه الحالة يكمن في إغاظته والاستمرار في العمل وعدم قطعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني