الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة تقاضي مال مقابل الدورات المجانية للموظفين

السؤال

أنا أعمل بشركة تعطي دورات تدريبية لموظفين بالجهات الحكومية، هذه الدورات هي منحة(مجانا) تعطيها الوزارات للموظفين، لكن شركتنا تطالب بعض الناس الذين يتسمون بالطيبة(غلابه) لا يعلمون مالهم وما عليهم، وتحت الحاجة لهذه الكورسات حتى يتحسن مستواهم الوظيفي، تطالبهم بدفع أموال ليست من حق شركتنا، وطبعا الشركة تخترع لهذه الأموال مسميات، والحقيقة أنا الذي يطالب الناس بالفلوس طبعا بطلب من مديري.
السؤال: هل أنا مشتركة معه في الذنب، وكيف أكفر عن ذنبي؟ وهكذا يكون مرتبي حراما؟ والمرتب الذي آخذه سأجعله كله لله، مع العلم أن علي التزاما ، لكن بصراحة يمكن لأهلي أن يدفعوا. لكن هل هذا حقي أو ليس من حقي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان حقيقة الأمر أن هذه الدورات مجانية وأنه لا حق لشركتكم في أخذ تلك المبالغ من الموظفين، فإن ما تقومين به لا يحل لك ولا يغني عنك من الله شيئا أن يكون هذا بأمر مديرك. قال تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}. و روى ابن حبان في صحيحه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضى الله سبحانه بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. قال شعيب الأرناؤط: إسناده حسن.

فعليك بالتوبة إلى الله عز وجل بالندم والكف عن هذا العمل، ومطالبة شركتك برد ما أخذوه من أموال الناس بغير حق إليهم، فإن لم يفعلوا فعليك إخبار هولاء الموظفين بحقيقة الأمر حتى يطالبوا بحقوقهم أو يتركوها طوعا.

أما عن راتبك فإذا كان عن عمل مباح في الشركة فهو مباح, وإن كان عن هذا العمل المذكور فحسب فهو مال محرم لأنه مقابل منفعة محرمة، ويلزمك صرفه في منافع ومصالح المسلمين العامة إلا أن تكوني فقيرة فلك أن تأخذي منه بقدر حاجتك ولا يلزم أهلك أن يدفعوا عنك إلا تبرعا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني