السؤال
أنا إنسان أحببت فتاة منذ القدم بل وقد عشقتها بجنون، ولكني لم أخبرها ولم أتحدث معها، ولكنها علمت بحبي لها ولكني مللت من الصمت. أريد أن أتكلم وأقول لها ما بقلبي، وأنا الآن أفكر بأن أتكلم معها لأعلم إن كان هناك مجال أن تقبل بي زوجا أم لا ؟ ولا أدري إن كان بهذا حرمة، علما أن قصدي شريف وجزاكم الله خيرا؟ وأرجو الإجابة لأن بإجابتكم إفادة لي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بعدم تحدثك مع هذه الفتاة وإخبارها بحبك لها، ويجب عليك إعفاف نفسك والحذر من الوقوع معها في شيء مما يغضب الله، لأنها أجنبية عنك. ولا شك في أن الزواج من أفضل ما يرشد إليه المتحابان كما وردت بذلك السنة وقد أثبتنا الحديث الدال على ذلك بالفتوى رقم: 46917.
وأما إخبارك إياها برغبتك في الزواج منها فإنه في الأصل جائز إذا راعيت الضوابط الشرعية من عدم الخلوة بها ونحو ذلك، ولكن بعدا عن ذرائع الشيطان وأسباب الفتنة نرى أن الأولى الاستعانة في هذا الأمر بواحدة من الثقات من قريباتك، لا سيما وأن في ذلك دفعا للحرج عن هذه الفتاة إن رأت عدم رغبتها في زواجك منها. فإذا تيسر هذا الزواج فبها ونعمت وإلا فاصرف قلبك عنها واعمل على ما يعينك على دفع هذا العشق عن قلبك، وعلاج العشق قد سبق لنا بيانه بالفتوى رقم 9360. ونود أن ننبه في الختام أن النية الحسنة والقصد الشريف لا يحسن العمل إذا كان سيئا ولا يرضاه الله تعالى.
والله أعلم.