السؤال
توجد فتاة آمريكية مسلمة جاءت إلى المملكة العربية السعودية بفيزا زيارة لعمتها في مدينة جدة، وهي من أم مسيحية وأب مسلم ولم تقم بأداء العمرة في حياتها وتريد أن تقوم بأداء العمرة وعمتها لن تذهب معها ولا يوجد لها محرم ولا أحد يأخدها إلى العمرة وسوف تظل مدة قصيرة في جدة ويوجد لها زميل يخاف الله يريد أن يكسب ثوابها لكي يزيد إيمانها وتهدي بقية عائلتها اقترح أن يأخذها برفقة سائق ليموزين من جدة إلى مكة أو عن طريق النقل الجماعي ويكون مرافقا لها يدلها ويحرسها ويعود بها بنفس الطريقة إلي بيت عمتها بعلم عمتها ووالدها وبموافقته، فهل هذا جائز؟ وإذا كان لا يصح فما هي الطريقة التي تذهب بها لأداء العمرة وهي لا تعرف أي شخص هناك ولن تأتي مرة أخرى إلى مكة؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 153119، بعنوان: هل يشرع للمرأة السفر للعمرة من جدة لمكة بلا محرم؟ حكم سفر المرأة من جدة لمكة, ولكن قد رخص بعض أهل العلم في سفر المرأة للحج والعمرة الواجبين بدون محرم إذا وجدت رفقة مأمونة، ورخص بعض العلماء أيضا للمرأة في أن تسافر سفر الطاعة من غير محرم إن أمنت على نفسها، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ قال ابن مفلح في الفروع: وعند شيخنا: تحج كل امرأة آمنة مع عدم المحرم, وقال: إن هذا متوجه في كل سفر طاعة, كذا قال.
والذي نراه في مثل حال السائلة هو عدم جواز سفرها مع من ذكرت أنه زميلها، ولكن إذا وجدت رفقة مأمونة من نساء صالحات ورجال صالحين فلها أن تسافر معهم للعمرة، وإن لم يكن من بينهم من هو محرم لها، وإن لم تجد فإنها غير مطالبة شرعا بالعمرة ما دامت لم تجد محرما لها، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
والله أعلم.