الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاسترسال مع الوساوس يوقع الموسوس في العنت

السؤال

أنا فتاة عمري 24 سنة أعاني من وسواس قهري في كل عبادة أقوم بها في الوضوء والصلاة والصيام والطهارة حيث أصبحت أعيد الوضوء والصلاة في بعض الأحيان أكثر من 6 أو 7 مرات وأشك في الاغتسال وكذلك إذا نزل مني ما يوجب الغسل بحيث أصبحت أخاف أن أنام وكذلك في صيامي ودائما أشك في الحلف الموجب للكفارة في كل شيء أشك هل حلفت أن لا آكل؟ هل حلفت أن لا أنام؟ وهكذا والآن أشك هل حلفت أن أصوم يوم الخميس وعرفت أن الشك في الحلف لا يوجب الكفارة ثم أصبحت أشك، لأنني طول الوقت أقول ـ أنا ما قلت والله العظيم سأصوم يوم الخميس ـ لأن الشيطان بدأ يوسوس أن مجرد قولي أنا ما قلت والله العظيم سأصوم يوم الخميس، فقد وقع الحلف وهنا كنت أخبر نفسي وأؤكد عليها بعدم الحلف وليس الحلف، فما الحكم في ذلك؟ وهل وقع الحلف في قولي مابين القوسين أو لا؟ ومرة حلفت على شيء كنت أظن أنني صادقة فيه ولكن ظهر خلاف ذلك وكان ظني غير صحيح، فهل هذا يوجب الكفارة؟ أرجو يا شيخ الدعاء لي فقد أصبحت حياتي لا تطاق وأصبحت أفكر أنني لا أستطيع أن أعيش هكذا لا أستطيع الاحتمال فلا أكره الخروج ولا أستطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي.
جزيت خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يشفي الأخت السائلة مما أصابها, ولا شك أن السبب الرئيس فيما تعانيه هو استرسالها مع تلك الوساوس وعدم قطع دابرها بالإعراض عنها, ولتعلم أن تلك الوساوس إنما هي من الشيطان ليثبطها عن عبادة ربها ولكي يجعل العبادة ثقيلة عليها ومن ثم تتركها، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ { النور: 21}.

وأما ما ذكرته من الحلف فإن قولها: ما قلت والله العظيم بصوم يوم الخميس ـ هذا لا يترتب عليه شيء, لا وجوب صيام الخميس ولا كفارة, فلتعرض عن تلك الوساوس, وكذا حلفها على أمر تظن صدقها ثم تبين خلافه لا يترتب عليه شيء، كما بيناه في الفتويين رقم: 11070, ورقم: 153165.

وانظري الفتوى رقم: 3086، عن الوسواس القهري ـ ماهيته ـ وعلاجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني