السؤال
أنا صاحب الفتوى رقم:2313266، عن الطلاق والتي أفتيتموني بعدم الطلاق ولكن لكثرة المرات التي قلت فيها ما ذكرته من الألفاظ التي قلتها في الفتوى وما شابهها مثل: سبتك، ومش عاوزك ـ أعتقدت أن الصواب أن أطلق امرأتي احتياطا ولكن لصعوبة ذلك كنت أؤجل ذلك حتى أتبين إن كانت حاملا أو لا، وأثناء هذه الفترة كنت حزينا جدا وساءت حالتي وانقطعت عن الصلاة متعمدا لمدة يومين أو ثلاثة لضيق صدري بالطلاق وكنت أعتقد أن الطلاق هو الواجب علي فعله وأن استمراري معها في الحرام، ومع هذا عاشرتها المعاشرة الزوجية في هذه الفترة رغم اعتقادي أن هذا يمكن أن يكون حراما ولكن بسوء نية أن أستمتع بها قبل أن أتركها المهم أن زوجتي كانت حاملا بعد ذلك، والسؤال: هل هذا الاعتقاد بأن الواجب علي أن أطلقها صحيح؟ وإذا لم يكن صحيحا، فهل انقطاعي عن الصلاة متعمدا يومين أو ثلاثة رغم اعترافي بوجوبها ولكن لضيقي من وجوب الطلاق وسوء نيتي بالاستمتاع بزوجتي رغم اعتقادي بأنه قد يكون حراما يعتبر ردة رغم عودتي للصلاة ثالث يوم؟ وإذا كان ردة، فما حكم زوجتي؟ وكيف أردها رغم معاشرتي لها في هذ الفترة وهي لا تعلم شيئا عن هذه القصة كلها؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاعتقاد بأن الواجب عليك أن تطلق زوجتك غير صحيح وهو مسلك خاطئ، وإنما ينبغي الإعراض عن الوساوس جملة وتفصيلا، قال الشيخ ابن عثيمين: وقد ذكر لي بعض الناس الذين ابتلوا بمثل هذا أنه قال مرة من المرات ما دمت في قلق وتعب سأطلق فطلق بإرادة حقيقية تخلصاً من هذا الضيق الذي يجده في نفسه، وهذا خطأ عظيم والشيطان لا يريد لابن آدم إلا مثل هذا أن يفرق بينه وبين أهله ولا سيما إذا كان بينهم أولاد فإنه يحب أن يفرق بينهم أكثر لعظم الضرر، والعدو -كما هو معلوم لكل أحد- يحب الإضرار بعدوه بكل طريق وبكل وسيلة، والطريقة التي فعلها هذا الذي ذكر لي الطريقة ليست بصواب، وليس دواء من ابتلي بالوسواس أن يوقع ما يريده الشيطان منه، بل دواؤه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
وأما ترك الصلاة: فمن أكبر الذنوب، فإن الصلاة عماد الدين ولا حظ في الإسلام لمن ضيعها، لكن الجمهور على أن من تركها من غير جحود لا يكفر بذلك كفرا مخرجا من الملة، كما أن معاشرتك لزوجتك مع اعتقادك حرمة المعاشرة وإن كان غير جائز لكن لا تحصل به ردة، وعليه فزوجتك في عصمتك. وما تخشاه من الكفر ووقوع الطلاق كل ذلك وساوس عليك أن تعرض عنها جملة وتفصيلا، فإن التمادي معها عواقبه وخيمة، ومما يعينك على التخلص من هذه الوساوس الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601
والله أعلم.