السؤال
أنا شاب كنت أخزن القات، وعلم والدي بأمري فغضب علي واشترط أن يرضى عني بأن أحلف يمين أن لا أخزن القات مرة أخرى، لأن القات كان غريبا بالقرية تلك الأيام 0وهذا نص اليمين وكان على كتاب الله(أحلف بالله وأعاهد الله على أن لا أخزن القات مرة أخرى طيلة حياتي، وإن رجعت فعلي لعنة الله وملائكته والناس أجمعين وفي جهنم خالد مخلد فيها مع أبي جهل وأبي لهب، وأبي بن خلف. ولم يشترط أبي هذا النص ولكن ولد عم لي يملي وأنا أردد لأرضي أبي. ومرت حوالي ست سنوات أو أكثر لم أخزن ورجعت لتخزين القات بعد انتشاره بالقرية، ولم يمانع أبي لأن القات صار شائعا" وبكثرة بالقرية. أفيدوني أثابكم الله؟ وهل هناك فرق بين يميني هذا واليمين العادي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا أن تخزين القات لا يجوز؛ وذلك لما يترتب عليه من الأضرار العاجلة والآجلة في الدين والدنيا، وقد ذكرنا ذلك كله مع أقوال أهل العلم فيه في الفتوى رقم: 13241.
لذلك فالواجب عليك أن تترك هذا القات وتبتعد عنه ولو كثر استعماله في قريتكم أو أذن أبوك في استعماله. فكل ذلك لا اعتبار له، فيجب عليك الامتناع عنه أصلا ويتأكد ذلك بحلفك على تركه بالأيمان المغلظة والعهود المؤكدة. وفي رجوعك إليه إثم عظيم لارتكاب المحرم والحنث في هذه الأيمان.. فعليك أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
وعليك أيضا أن تكفر عن هذه الأيمان كفارة واحدة؛ لأن تعددها في شيء واحد للتأكيد عليه يجعلها كفارة واحدة، كما لا يلزمك شيء غير الاستغفار مما غلظت به يمينك من اللعن والخلود في النار مع من ذكرت من الكفار.
قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: وليس على من وكّد اليمين فكررها في شيء واحد غير كفارة واحدة، ومن قال أشركت بالله، أو هو يهودي، أو نصراني إن فعل كذا فلا شيء عليه، ولا يلزمه غير الاستغفار.
ولمعرفة الكفارة انظر الفتوى رقم: 204.
والله أعلم.