السؤال
إخواني الكرام ، أنا من المتابعين لموقعكم الكريم منذ سنوات، منذ أن كنت مراهقا إلى أن أصبحت رجلا الآن، و لطالما استشرتكم و استفتيتكم و راسلتكم ، أسأل الله أن يجزيكم كل خير عن ما تقدمونه للإسلام وللأمة الإسلامية، و أسأل الله أن يبلغنا رمضان، وأن نخرج من رمضان و نحن قد غفر لنا كل ذنوبنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه. إخواني الكرام ، أنا أعلم مدى حرصكم على الأمة الإسلامية و مدى حرصكم على الأسرة الإسلامية، لكن الحق حق، و إن كان الله قد شرع الحق لأهله فلا يحق لنا منعهم إياه أو إخفاؤه عنهم . إخواني الكرام لاحظت في فتاوى كثيرة لكم أنه عند ما يسألكم رجل أو امرأة ، عن قضية أسرته و زواجه فطالما كان الزوج أو الزوجة غير عاص لله و مستكبر، تدعون إلى الصبر ، فمثلا إن كان الزوج أو الزوجة قد قدمت طلب أو استفتاء بأنها تعاني مع زوجها لكنه مؤمن، فإنكم تدعونها إلى الصبر والاحتساب. و هذا شي جميل، و إن تقدمت امرأة أو رجل بالاستفتاء عن سوء العيش مع زوجها و كان “عاصيا لله“ أو فاسقا أو ما شابه، فإنكم تنصحونها أن تتركه إن لم يتب، أو في حال كان السؤال قبل الزواج، فإنكم تملون عليها أن لا توافق على الشخص. و هذا جميل أيضاً ، لكن الزواج لا يتوقف على خلق الإنسان وإيمانه فحسب، فالإيمان لدينا نحن أهل الإسلام له قيمة عظيمة جداً ، هو الأساس ، فإن صلح إيمان الزوج أو الزوجة صلحت الحياة و العكس كذلك، لكن أحيانا مع كون الزوج أو الزوجة مؤمن و مؤمنة، قد لا تصلح لهم الحياة مع بعضهم البعض لعدم توافق عقولهم مثلا، أو للتنافر الروحاني بينهم أو لغيره من الأمور ، فالله قد شرع الطلاق مع أنه رغب بالإصلاح ، لكن أحيانا تصل الأمور إلى “نفرة “ ، فالشخص مؤمن لكنه غير مرتاح مع زوجته، أو الزوجة غير مرتاحة مع زوجها ، فهنا المسألة ليست مسألة إيمان ، النظرة يجب أن تكون برأيي المتواضع أشمل، فكما أنكم تدعون الأزواج و تحثونهم على الصبر والاحتساب، لم لا تخبرونهم بأنه يوجد حق شرعي و هو الخلع أو الطلاق ، فإن شكت امرأة سوء معاملة زوجها حتى لو كان “مؤمنا“ و طائعا لله، بإمكانكم أن تخيروها بين الصبر والاحتساب وبين خلع الزوج . لكن لاحظت أنكم تحثون على الصبر دون إخبار المرأة بأن حق الخلع حق شرعي لها، و كذلك إخبار الزوج بأنه يحق له الطلاق.
بالنهاية إخواني الكرام ، هذه ملاحظة بسيطة مني أنا الشاب أخوكم الصغير ، و أنا لست أهلا للعلم مثلكم و أنى لي أن أصل لعلمكم الكريم و العظيم ، فأنتم أهل الدين و النصيحة، و أنتم أدرى بما تقولون ، لكن لا أدري هكذا شعرت و أحببت أن أخبركم بملاحظتي و سامحوني على إطالتي و سامحوني على الملاحظة إن كنت نظرت للأمور نظرة سطحية غير شاملة كنظرتكم الكريمة للأمور. وفقكم الله ورعاكم.