السؤال
شيخي الكريم: هل إذا وجد إنسان شيئا من الضيق في صدره تجاه عمل أمر ما في الشريعة، لكنه يعمل ذلك العمل، وفي نفس الوقت يحبه ومقتنع به. هل يعتبر ذلك بغضا لما أنزل الله سبحانه وتعالى ـ والعياذ بالله؟ وإذا تحول ذلك الضيق إلى مثلا تأوه أو تحسر أو شيء نحو ذلك مع العلم أن ذلك إذا وقع فإنه يقع رغما عني أي يسبقني لساني دون انتقاص لذلك العمل، فهل في ذلك مخالفة شرعية؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن استثقال بعض العبادات والشعور بالضيق عند فعلها ومصابرة النفس عليها قد يعتري أهل الإيمان ولا يعد هذا نفاقا، والمؤمن مكلف بأن يظل في جهاد لنفسه حتى يزول عنه هذا الاستثقال، فيؤدي الحق سماحة لا كظما، وطواعية لا كرها، ويحصل له انشراح الصدر بالعبادة والأنس بها، والذي يؤدي العبادة طيبة بها نفسه أعظم أجرا من الذي يؤديها ضيقا بها صدره، وإن كان الثاني لا يخلو عن ثواب، ويرجى له بالمجاهدة ودوام مصابرة النفس حصول المأمول من وجدان لذة الطاعة وحلاوة العبادة، وقد بينا هذا المعنى في الفتوى رقم: 140695، فانظرها وما أحيل عليه فيها للأهمية.
على أنه لا يفوتنا أن نحذرك من الاسترسال مع الوساوس والانسياق وراءها فإن ذلك يفضي إلى شر عظيم ويفتح على المرء بابا عريضا من أبواب الفساد.
والله أعلم.