السؤال
الإخوة الأعزاء والشيوخ الفضلاء في الشبكة الإسلامية،
حياكم الله تعالى وبعد،،،
قرأت في بعض كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج على خديجة رضي الله عنها في حياتها وفاءً لها وعرفاناً منه بجميلها.
والسؤال: هل معنى ذلك أن أي شخص مقبل على تعدد الزوجات يقال له أنت رجل غير وفي لزوجتك؟
جزاكم الله خيرا على ما قدمتم للإسلام وللمسلمين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الزواج على خديجة رضي الله عنها في حياتها وفاء وإكراما لها.
قال ابن حجر: ومما كافأ النبي صلى الله عليه وسلم به خديجة في الدنيا أنه لم يتزوج في حياتها غيرها. فتح الباري - ابن حجر .
لكن ذلك لا يعني أن الذي يتزوج على زوجته ليس وفيا لها ، فالنبي صلى الله عليه وسلم تزوج على غير خديجة من نسائه وهو صلى الله عليه وسلم أعظم الناس وفاء وإحسانا لأزواجه ، قال صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
وقد تزوج على عائشة رضي الله عنها وهي أحب الناس إليه ولم يكن ذلك قدحا في محبته لها ومكانتها عنده ، فقد روى عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلاَسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: " أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» ، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: «أَبُوهَا» ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ» فَعَدَّ رِجَالًا. متفق عليه.
والله أعلم.