الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية طواف دائمة الإفرازات

السؤال

يا شيخنا الجليل: أنا متزوجة، وقد من الله علي بالحج مرتين وبالعمرة ـ والحمد لله ـ وسؤالي هو أنني عندما أدخل الحرم للطواف يستلمني الشيطان طوال فترة الطواف ويوسوس لي حتى أشك أنني أمذي وأحس بالبلل، ولكنني لا أعرف هل هو مذي أم لا؟ لأنني أعاني من الرطوبة والإفرازات دائما، فقبل الطواف أذهب للوضوء وأتحفظ وما إن أدخل إلى الحرم لبداية الطواف يقوم الشيطان بالوسوسة ولكني لا أذهب للوضوء مرة أخرى، لأنني حتى لو توضأت وعدت مرة أخرى سيوسوس لي ثانية، لأن هذه الوسوسة تظل معي إلى أن أنتهي من الطواف، وأثناء الطواف أظل أدعو وأنشغل في الدعاء والشيطان لا يتركني، وبعد نهاية الطواف تنقطع الوسوسة وكأن شيئا لم يكن، لا أعرف هل طوافي صحيح أم لا؟ علما أنه يحدث في طواف القدوم والإفاضة والوداع، حدث هذا معي في الحجتين والعمرة، ودائما أشك أن طوافي ليس بصحيح وأحس بتأنيب الضمير، وقد رجعت إلى بلدي في الرياض وجامعني زوجي، فهل علي شيء أم لا؟ أفيدوني أرجوكم لأنني أبكي ولا أدري ماذا أفعل؟ وماذا أفعل حتى لا يوسوس لي مرة أخرى عند ذهابي إلى الحرم؟ علما بأنني لا أعاني من الوسواس والحمد لله ولا يأتيني إلا أثناء الطواف فقط، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت تتوضئين قبل الطواف فطوافك صحيح، ولا يضرك ما يخرج منك من الإفرازات ما دام خروجها مستمرا، فحكمك والحال هذه حكم صاحب السلس والمستحاضة، وانظري الفتويين رقم: 132527، ورقم: 125439.

وشكك في أن هذا الخارج مذي لا وجه له، فلا توجد قرينة البتة تدل على أنه مذي، بل هذا من جملة الوساوس التي على العبد أن يعرض عنها ولا يلتفت إليها، لئلا يفتح على نفسه بابا من أبواب الشر ويوقع نفسه في حرج عظيم، وما دام الأمر هكذا فإن أطوفتك كلها صحيحة ـ إن شاء الله ـ وعليك ألا تكترثي بهذه الوساوس ولا تلقي لها بالا. ومجاهدتها وعدم المبالاة بها هما اللذان يقيانك منها ـ بإذن الله ـ في المستقبل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني