السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة، أتمني أن أتزوج لكن الوضعية الاجتماعية بالخصوص المسكن لا يتيح لي ذلك، ولا حياء في الدين لو أقول لكم إن حاجتي لكي أقوم بعلاقة جنسية أصبحت لا تطاق، خاصة وأنا أعمل مع 10 نساء على 3 ذكور من بينهم 7عوانس، المهم قمت بنزع الأنترنيت والتلفزيون والموسيقي من غرفتي، ولكن الإغراء ما زال متواصلا، كما أنني عاهدت نفسي أن أصمم موقعا ألكترونيا لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والإعجاز العلمي، لكن حالتي النفسية تصعب الأمور، وتفكيري في الجنس أصبح هاجسا يوميا
تعرفت على امرأة ثيب طلبت مني أن أضاجعها في فراشها، لكنني رفضت، وأريد أن أعرف هل يمكنني أن أتزوجها بمهر وشاهدي عدل وإمام دون أن أشهر القران ودون أن أسجله في الحالة المدنية حتى يسهل علي الطلاق، لا أريد أن أقع في الحرام ولا أريد أن أصاب بالجنون، كما أنني أريد أن أركز 100 بالمائة على الأهداف التي سطرتها؟ وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج الشرعي له شروط وأركان لا يصح بدونها، وانظر هذه الشروط والأركان في الفتوى رقم: 5962.
ومن هذه الشروط الولي، فلا يصح زواج المرأة بدون ولي عند جمهور العلماء ـ بكرا كانت أم ثيبا ـ وانظر الفتوى رقم: 111441.
واعلم أن توثيق عقد الزواج ـ وإن لم يكن شرطا لصحته ـ إلا أن تركه قد تترتب عليه مفاسد عظيمة وتضيع بسببه حقوق شرعية خطيرة كالنسب والإرث، وعليه فلا ينبغي التهاون فيه، وانظر الفتوى رقم: 39313.
فإن أمكنك أن تتزوج زواجا صحيحا فبادر بالزواج ولو مع التنازل عن بعض أمور الدنيا، والتغاضي عن بعض المطالب حفاظاً على العفة وسلامة الدين، وابحث عن ذات الدين عملا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم تكن قادرا على الزواج فلتصبر ولتستعفف وسوف ييسر الله لك الأمر، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ { الطلاق: 2ـ 3}.
واجتنب مواضع الفتن، وابحث عن عمل خال من الاختلاط المحرم بالنساء، وعليك بكثرة الصوم والحرص على غض البصر والبعد عن كل ما يثير الشهوة، مع تقوية الصلة بالله والاعتصام به والتوكل عليه، وممارسة بعض الرياضة، وشغل الوقت بما ينفع والحرص على صحبة الأخيار الذين يعينون على طاعة الله، والإلحاح في الدعاء وإحسان الظن بالله فإنّه قريب مجيب. وراجع الفتوى رقم: 23231.
والله أعلم.