السؤال
أعمل لدى منظمة أمريكية كبير ضباط ماليين. إلا أنني لست مرتاحا في عملي حيث يكثر الفساد المالي والأخلاقي من سرقات وغش في المبيعات، وانحلال أخلاقي. وجدت وظيفة أقل في منظمة أخرى بمرتب أقل ولكنني عملت قبل ذلك معهم حيث يمتازون بالدقة وعدم موالاة المفسدين . أفيدوني هل تركي لعملي الحالي فيه إثم حيث المرتب الكبير وبالتالي تقصير مع عائلتي، مع العلم أنني تارك عملي رغبة في مرضاة الله وخوفا من الشبهات؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن نأى بنفسه عن الشر وباع حظوظ نفسه وهلعها على الدنيا بما عند الله ليسلم من الشرور والآثام فنعما فعل، ولا حرج عليك فيما فعلته بل لك في ذلك الأجر والمثوبة لنيتك الطيبة ومقصدك الحسن. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن مردويه، وحسنه الألباني. والحلال الطيب خير من الخبيث ولو كثر .
وينبغي لأهلك أن يكونوا عونا لك على ذلك فالمرأة الصالحة توصي زوجها ألا يطعمها نارا كما يؤثر من وصية زوجة لزوجها حين خرج في طلب الرزق قالت له: يافلان اتق الله ولا تطعمنا نارا فإنا نصبر على حر الجوع ولا نصبر على حر النار.
وللفائدة انظر الفتوى رقم: 165529.
والله أعلم.