الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة مقبولة بشروطها

السؤال

أشكر حضراتكم على إتاحة هذه الفرصة لنا لنشكو إليكم همومنا ونأخذ النصيحة منكم: أنا فتاة خطبت لشاب ملتزم وارتكبت ذنبا، وهو أنني أثناء فترة الخطوبة تعرفت على شاب وتكلمت معه في أشياء لا يجوز الكلام عنها إلا مع الزوج، أعرف أن هذا من الخطأ الكبير والذنب العظيم، لكن الشيطان ـ أعوذ بالله منه ـ أغواني، والآن أدركت خطئي وتبت وأقسم بالله أنني نادمة أشد الندم على فعلي هذا، وبالرغم من توبتي وعزمي الأكيد على عدم الرجوع إلى المعصية إلا أنني أخاف جدا من الفضيحة، فماذا يجب علي أن أفعل حتى لا أفضح؟ لأنني لو فضحت فسينهار عالمي كله، وسيتركني خطيبي وأنا أحبه من كل قلبي، ووالداي سيغضبان علي. أرجوكم دلوني على ما يجب أن أفعله وهل التوبة خوفا من الفضيحة لا تقبل؟ مع العلم أنني لم أتب لكي لا أفضح فقط، بل لإدراكي أن ما قمت به ذنب فظيع، وأنا متوكلة على الله، وأعلم أن التائب يستره الله، لكن كيف أعرف أن توبتي قبلت وأن الله سيسترني؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد تبت إلى الله توبة نصوحا مستوفية لشروطها، وكانت توبتك خالصة لوجه الله تعالى، فأحسني ظنك بربك تعالى، وثقي أنه لسعة رحمته وعظيم جوده وبره بعباده ولطفه بهم سيقبل توبتك ويقيل عثرتك فإنه سبحانه يقول: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.

واجتهدي في دعائه تعالى بأن يسترك ولا يفضحك، وتوكلي عليه في ذلك، وأحسني ظنك به فإنه تعالى عند ظن عبده به، وانظري الفتوى رقم: 160633.

وننصحك بالاجتهاد في التقرب إلى الله تعالى والإكثار من فعل الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني