السؤال
أنا فتاة مقبلة على دخول الجامعة، بدأت في الالتزام منذ عدة شهور والحمد لله حتى الآن في تقدم، لكن كنت قبل التزامي أتحدث مع شباب على الإنترنت وكان فيهم شاب يريد التقدم لخطبتي ولكني رفضت لصغر سني، وعند ما أرسلت له دروسا وفتاوى دينيه بدأ في الالتزام وقررت ترك كل هذا لأنه حرام شرعا، وعند ما أخبرته بذلك كان رده الموافقة، لكن أعطاني رقم والدته لكي تبقى على اتصال معي حتى ينهي دراسته ويعمل ويأتي لوالدي ويخطبني منه، وبالفعل تم هذا ووالدتي تعرفت على والدته لكني أشعر من داخلي أن ما أفعله تمسك بشيء قد يكون ليس لي. فهل ما أفعله من محادثة والدة هذا الشاب يعتبر ليس تسليما لأموري لله ويعتبر اختيارا لنفسي، فأنا أحرص على التوكل على الله وأريد ترك حياتي واختياراتي كلها لله، فبالتأكيد سيكون اختيار الله لي أفضل من اختياري لنفسي وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله خيرا على الخير والاستقامة على الطاعة، وقد أحسنت بترك المحادثة مع هذا الشاب إذ لا يجوز شرعا المحادثة بين أجنبيين لغير حاجة كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 1072.
وإذا كان هذا الشاب على دين وخلق ورأيت انتظار زواجك منه فلا حرج عليك في ذلك، واختيار المرء لنفسه ليس بممنوع شرعا، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ. رواه ابن ماجه.
وهذا من باب مباشرة الأسباب وهي مطلوبة شرعا، ثم يكون تفويض الأمر إلى الله تعالى باستخارته في الزواج من الشخص المعين ليختار الله لعباده ما فيه خير لهم فهو أعلم بعواقب الأمور. وراجعي الفتوى رقم: 19333.
وننبه إلى أنه إذا أمكن الفتاة الزواج ووجدت الزوج الصالح فينبغي أن تبادر إلى الموافقة على الزواج منه وعدم انتظار خاطب آخر قد يتم زواجه منها وقد لا يتم، ولا سيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه أسباب الفتن.
والله أعلم.