الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصمة الزوجية لا تنحل بطلاق مشكوك فيه

السؤال

سيادة المفتي العلامة: أنا مصاب بحالة من الوسواس القهري في الطلاق بصورة شديدة, وفي يوم أصابتني حالة من البكاء الشديد والانهيار العصبي ظنا مني أنني قد طلقت زوجتي في اليوم السابق, وأنها على أغلب ظني قد بانت مني بينونة كبرى وكان هذا الظن خاطئا بسسب المرض على أغلب ظني وكنت أقول لنفسي وأنا منهار لقد ضيعت كل شيء بينك وبين زوجتك بسبب هذا المرض اللعين وبقيت منهارا عصبيا لمدة يومين, فهل لو كنت أثناء هذين اليومين ظنا مني بسب المرض أن زوجتي بانت مني بينونه كبرى على خلاف الحقيقة كنت قد نطقت بكلمة أنت طالق بسبب اعتقادي أنها لن تقدم أو تؤخر في الأمر شيئا وانتقاما من الوسواس, فهل تقع؟ أم ما بني على باطل فهو باطل؟ وهل هناك قول لشيخ الإسلام ابن تيمية أن من ظن بسب مرض أو غيره أن زوجته بانت منه بينونة كبرى وطلق بعد ذلك لاعتقاده أنه لا يقدم ولا يؤخر في الأمر شيئا على خلاف الحقيقة لا يقع طلاقه؟ أم أن القاعده الشرعية هنا أن ما يبنى على باطل فهو باطل, والباطل كان اعتقادي على خلاف الحقيقة بسبب المرض أن زوجتي قد بانت مني بينونة كبرى؟ وهل لأنني كنت في حالة من البكاء الشديد والانهيار العصبي الرهيب والامتناع عن الطعام والشراب كمن والله مات له ولد بل أكثر, فإن كنت قد نطقت بكلمة الطلاق لا تقع بسب حالة البكاء والانهيار العصبي وعدم التركيز التي كنت فيها، وهل تعتبر هذه حالة من حالات الإغلاق؟ وأنا فعلا لا أستطيع تذكر كل ما سبق في هذين اليومين ولا أعرف هل نطقت بكلمة الطلاق أم لا, ولكن منطق الأشياء وطبائع الأمور تقول إنه من المؤكد أنني قد نطقت في هذين اليومين على الأقل انتقاما من الوسواس الذي دمر حياتي، فهل أرجع الأمر إلى ذاكرتي أم إلى طبائع الأمور؟ ولكن إن كنت قد نطقت فهذا طبعا ليس بقصد إنشاء الطلاق في إرادة حقيققية ولم أكن أبدا في حالة طمأنينة وليس والله رغبة في الطلاق, ولو أن شخصا قال لي يومها أنت لم تطلق لكان أحياني من الموت فزوجتي صالحة جدا وأنا أحبها لكن ما هو الحل في هذا المرض اللعين الذي دمر صفو حياتي بعد 16 سنة من الزواج السعيد؟ أفتوني رحمكم الله، فأنا في جحيم ولا أعرف الحكم الشرعي، أستحلفكم بالله الإسهاب في الإجابة؟ جزاكم الله خيرا خاصة قول الشيخ ابن تيمية إن وجد, لأنني أخاف الله وحده ولا أريد أن أعتمد على ذاكرتي وحدها هل نطقت بكلمة الطلاق أم لا؟ لأنه ميثاق غليظ لا أريد الحكم فيه إلى أمر مرده ذاكرتي وحدها، لأنني موسوس تختلط علي الأمور وكيف يمكن لموسوس والشك مصاحب له دائما أن يحكم هل نطق بكلمة الطلاق أم لا؟ أريد بالله عليكم مسوغا آخر ليس مرجعه ذاكرتي لأن كل الأمور مختلظة عندي وأريد أن لا أعيش مع زوجتي والعياذ بالله في حرام، فالموت أرحم عندي, سوف أعمل بفتواكم من أجل أن أبرئ ذمتي أمام الله يوم الدين وأنتم جزاكم الله خيرا عنا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا أن الطلاق الذي يصدر من الموسوس بسبب الوسوسة غير واقع، كما في الفتوى رقم: 56096.

وما صدر منك هنا لا يؤثر على عصمتك فهو وسوسة مبنية على وسوسة، والعصمة لا تنحل بطلاق مشكوك فيه، قال ابن قدامة: حكم من شك أنه طلق أو لم يطلق، مسألة: قال: وإذا لم يدر أطلق أم لا فلا يزول يقين النكاح بشك الطلاق.

وعلى من ابتلي بالوسوسة في مسائل الطلاق أو غيرها أن يعرض عنها جملة وتفصيلا، فإن التمادي معها عواقبه وخيمة، ومما يعين على التخلص من هذه الوساوس: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.

ولمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني