الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يزول النكاح بالشك في الطلاق

السؤال

يا شيخنا الجليل مصيبتي عظيمة سأحكيها لاحقا، ولكن أود أن تعرف خلفية عن حالتي النفسية: أصبت منذ فترة بوسواس العقيدة ـ أعوذ بالله ـ حيث يأتيني في كل وقت بتشكيك وسب إلخ من هذا في الصلاة وفي أي وقت، ولكنني تغلبت عليه بسنبة 70% عن طرق المواظبة على صلاة الجماعة وحفظ القرآن الكريم وأصبت بوسواس الطهارة حيث أتخيل نقط بول بعد البول، ولكنني تغلبت عليه نهائيا هذا بالإضافة إلى بعض العادات في حياتي البسيطة مثل غلق السيارة بالريموت أكثر من مرة للتأكد من إغلاقها وهكذا، أليس هذا وسواسا قهريا؟ أريد أن تتكلم معي زوجتي بكلمات بعينها وألومها إن لم تقلها، وكثيرا ما تقول لي إنني حنبلي ولكن توقفت عن هذا الموضوع ومثال آخر: من الممكن أن أسمع كلمات معينة أو أقرؤها في التلفاز وأكررها أكثر من مرة وإن لم تأت بالضبط في خيالي أو على لساني أحس بشيء يطبق على صدري، وهناك الكثير من الأمثلة التي لا تحضرني حاليا، أليس هذا وسواسا قهريا؟ ولكنني أفضل أن أتعالج منه بالعقيدة وأن يمن علي الله بالشفاء أولا وإلا أخذت أدوية لأنني أعمل في المجال الطبي وأعرف ماهية الأدوية، اّتي بك إلى مصيبتي يا شيخي وأتمنى من الله أن تفيدني: أحب زوجتي كثيرا ولنا طفل جميل ربي يبارك فيه وفي أولاد المسلمين، ومنذ يومين قرأت عن وسواس الطلاق وعرفت أن هناك أناسا يعانون منه حمدت الله على حالي ودعوته أن يشفيهم وحقا فرحت أنني لا أعاني من مثل هذا الوسواس وأمس بينما كنت أنا وصديق لي ـ وللعلم أنا متغرب عن بلدي للعمل وزوجتي بمصر ـ نلعب لعبة تنافسية وأنا من النوع العصبي، فإذا بي أصير عصبيا وغضبان بسبب اللعب وإذا بتليفوني يرن أنها زوجتي فيجري في خاطري: ليس وقتك وبدون مقدمات أسمع في رأسي أنت ..ط ...ال ـ أعلم أنك تعلم بقية الكلمة ندمت كثيرا وإذا بي أدخل على موقعكم الجميل وفرحت عندما علمت أن اليقين لا يزول إلا بيقين وتأكدت أن حديث النفس بالطلاق لا يوقعه، ولكن بعد مدة 10 دقائق يأتي بداخلي صوت ما الذي يجعلك متأكدا أنه من وسواسك أنت قلتها بلسانك وأنت تقنع نفسك أن كلمة أنت ط....ال... من وسواسك وتبدأ الصراعات الداخلية من خيالي وحديث نفس ولا بلساني هكذا طوال الليل وأقنع نفسي أنها من حديث نفسي وفي النهاية قررت أن أجرب أن أقولها بلساني ليست الجملة كاملة إن كانت سهلة على اللسان من عدمه لأقرر أن ساعة العصبية أثناء اللعب كانت باللسان وليس حديث النفس قلت أنت ط... وتوقفت عند حرف الطاء وبعدها كررتها ثم زدت حرف أنت طال.. وكررتها وقلت بعدها أنت طالبة لأخلص نفسي، فالكتمة التي بصدري تروح ثم كررتها أنت طالبة وفجأة أحس بحرف القاف الذي بعد اللام يطلع من الحنجرة فلا بد أن أتأكد من قول الجملة لحد حرف اللام وأعمل صوتا من حنجرتي وزوري مثل حرف القاف وأضيف: بة ـ باقي طالبة وهكذا صار كوكتيل من أن أطلع حرف القاف من الحنجرة بدون ما أنطق به وأتوقف وأجيبه وأضيف بعده ..بة وأحيانا مرات كثيرة وفجأة أعي ما أفعله وما هذا ماذا فعلت لا أدري وصارت دوامة لا أدري كم مرة قلت هذه الجملة بالطريقة السابقة وتعرقت ولا أدري ما أنا فاعل وطار النوم من عيني والقلق ينتابني، كيف فعلت هذا وكيف نطقتها باللسان لا أدري والجديد في الأمر أن شيئا داخليا يحدثني أن ما وقع بمزاجي وأنني قلته عن دراية بلساني وأنني أتحجج بالوسواس لأبرر لنفسي وأنا في دوامة والله وحده يشهد مدى صدق كلامي ومدى حالتي وتوسوس نفسي لي أنني أريد هذا وأفعله بكامل إرادتي ولكنني في الأساس أحب زوجتي ولا أريد ولا أستطيع أن أهجرها نهائيا، وسؤالي يا شيخ: هل ما أنا فيه وسواس قهري؟ وهل يقع الطلاق في المرتين مرة العصبية ومرة تكرار الكلام وتجربته باللسان؟ قرأت في موقعكم في إحدى الفتاوى أنه لا يقع هذا الطلاق ولكن متى يقع طلاق الوسواس لأتجنبه في المستقبل إذا كان هناك أمل في عدم وقوعه حاليا؟ يارب تكون فهمتني يا شيخ ويا ليت لا تقل لي انظر فتوى كذا وكذا لأنها تزيد عندي الوساوس وجزاك الله خيرا وفقكم الله، سامحني على الإطالة وأنتظر ردك على أحر من الجمر نظرا لحالتي النفسية السيئة جدا حاليا وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد فهمنا ما قلت بوضوح وما أنت فيه وسواس قهري لا يقع معه طلاق، فكما قرأت بفتاوانا أن يقين الزواج لا يزول إلا بيقين مثله، فلا يزول بالشك في الطلاق، ولا علاج لهذه الوساوس إلا بالإعراض عنها تماما، وننصحك بعدم الاسترسال في التفكير في أمر الوسوسة في الطلاق، أو القراءة عنه، فإن هذا مدعاة لتعزيز الوسوسة في النفس، وراجع الفتوى رقم: 3086، ففيها بيان بعض طرق علاج هذا الوسواس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني