السؤال
تردد على ألسنة البعض من الدعاة والمشايخ وطلبة العلم أحياناً وقد سمعتها كثيراً هذه العبارة: يأتي زمان يخشى فيه على الغلام أكثر من الجارية، أو في آخر الزمان يخشى على الغلام أكثر من الجارية ـ فما صحة هذا القول سواء كان بهذه الصيغة أو بغيرها؟ وهل هو حديث أم أثر أم قول إلخ؟ أرجو الإفادة وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نعثر على هذا القول لأحد من أهل العلم، ولكن ورد عن السلف التحذير من فتنة الغلمان والأحداث من المرد حسان الصورة، فقد ورد عن السلف قريب من هذا الكلام في هذا المعنى، وقد ذكر شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ بعض هذا، ومما أورده من الآثار قوله: ووقفت جارية لم ير أحسن منها على بشر الحافي فسألته عن باب حرب فدلها، ثم وقف عليه غلام حسن الوجه فسأله عن باب حرب فأطرق رأسه فرد عليه الغلام السؤال فغمض عينيه، فقيل له: يا أبا نصر جاءتك جارية فسألتك فأجبتها وجاءك هذا الغلام فسألك فلم تكلمه، فقال: نعم، يروى عن سفيان الثوري أنه قال: مع الجارية شيطان ومع الغلام شيطانان ـ فخشيت على نفسي شيطانيه. انتهى. في جملة أخرى من الآثار تراجع في مجموع الفتاوى.
والواجب على المسلم أن يترك كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الفتنة، فإن السلامة لا يعدلها شيء.
والله أعلم.