الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مهما تعاظم الذنب فعفو الله أعظم ورحمته أوسع

السؤال

أنقذوني مما أنا فيه.
كنت أعاني ومازلت من مشاكل نفسية ومن أعراض السحر أو المس منذ عدة سنوات. مما يجعلني أجد صعوبة في أداء الصلاة. رغم أني جربت تناول الدواء للعلاج النفسي.
طامتي الكبرى أني تطاولت على ذات الله. وأحيانا يكون خارجا عن إرادتي خاصة عند ما أفكر بما يضايقني أو يحرجني. أجد نفسي لا شعوريا أسب الله.
حاولت التوبة لكني أعود. فهل حقت علي الضلالة لأني لم أعد قادرة على التوبة ولا على أداء الصلاة؟
أنا خائفة من العقاب وبنفس الوقت لم تعد لدي أي قدرة على التوبة وأداء الصلاة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تستسلمي لهذه الوساوس والأوهام، فإنما هي من الشيطان يلبس عليك بها وهو الذي يوهمك أنك عاجزة عن التوبة والمحافظة على الصلاة، فاستعيني بالله تعالى وأعرضي عن الوساوس وجاهدي نفسك في الحفاظ على الصلاة، ومما يعينك على ذلك أن تستحضري خطورة تعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها، وانظري لذلك الفتوى رقم: 130853 .

وأما ما وقع منك من تطاول في حق الرب تعالى فإن كان ذلك بغير اختيارك بل وقع رغما عنك بسبب ما تعانينه من المرض فنرجو ألا إثم عليك في ذلك لأنك في معنى المكره، وأما إن كان ذلك قد وقع باختيارك استجابة لتسويل الشيطان وإغوائه فإن هذا ذنب عظيم وجرم جسيم، لكن باب التوبة مفتوح في وجه كل أحد لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، فتوبي إلى الله تعالى وأخلصي له واجتهدي في دعائه أن يوفقك فإنه تعالى كريم لا يغلق بابه في وجه سائل، ومهما كان ذنبك عظيما فاعلمي أن عفو الله تعالى أعظم ورحمته أوسع، فأقبلي عليه وأخلصي له وجاهدي نفسك واعلمي أنك لو صدقت في المجاهدة فإنه تعالى سيعينك كما قال جل اسمه:وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}، نسأل الله أن يرزقك توبة نصوحا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني