الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان يوسوس له بأن كل ما يحيط به نجس

السؤال

مشكلتي في وسواس الطهارة ومشكلتي كالآتي: كنت في فترة سابقة قبل شهرين تقريبا أعمل العادة السرية وكنت ألمس المذي بيدي وكنت أعرف أنه نجس وكنت ألمس مقابض الباب والتلفزيون واللاب توب وأرضية غرفتي ويدي فيها مذي وأنا على علم بنجاسته، لكنني أقول في بالي إذا لمست الأشياء مستقبلا فسأغسل يدي، والمشكلة أن الموضوع تطور وأصبحت أعاني بشكل كبير بحيث إذا لمست التلفزيون أغسل يدي وإذا فتحت غرفتي أغسل يدي وأصبحت أمسك منديلا لكي أفتح باب غرفتي تعبت تعبا شديدا، والمشكلة أن أرضية الغرفة جاءها مذي فأصبحت أرى أن الأرضية نجسة وبالتالي أصبحت أرضية السيارة نجسة، لأنني أدخل غرفتي بنعالي وأقود السيارة بنفس النعال فإذا لمس ثوبي أرضية السيارة أغسل طرف ثوبي بالماء وإذا وقع شيء على أرضية غرفتي الخشبية أغسله، لأنني أدخل الغرفة بنعالي التي أدخل بها الحمام أحيانا وإذا ذهبت لمشوار بسيارتي قبل أن أمسك أي شي أغسل يدي، لأنني أصبحت الآن ألمس مقابض الباب لغرفتي والتلفزيون فبالتالي أصبحت أرى سيارتي نجسة فلا ألمس ثوبي أو جوالي إذا خرجت بسيارتي إلا بعد غسل يدي والله إنني أعاني وصرت ألمس شاحن الجوال بعد لمس الريموت كونترول الذي أرى أنه نجس فأصبح الشاحن نجس والأرضية والسيارة وشاحن الجوال إلى درجة أن والدي يأتي لغرفتي ويعطيني ورقة لأذهب بها للبنك مثلا فتصبح الورقة نجسة عندي، لأن أبي فتح المقابض فآخذ الورقة وأمسكها بيد واحدة وإذا رجعت للبيت قبل الصلاة أغسل يدي، فكرت أن أغسل الشاحن والريموت وأرش ماء على التلفزيون وأغسل عطري، لأنني لمسته وجاءتني فكرة أن آخذ ماء بيدي وأرش على سيارتي من الداخل على الأشياء التي ألمسها باستمرار لكي أطهرها، فما الحل؟ وماذا أفعل؟ إذا فكرت في التجاهل خفت أن نجاسة المذي موجودة، وإذا استجبت لها أتعب تعبا كبيرا لا يعلم به إلا الله
أنا بين أمرين إما التجاهل وإما غسل كل شي بما فيها مقابض الأبواب والأرضية وداخل السيارة، وتأتيني فكرة أنه لا يصلح أن أغسل حاجات وأترك حاجات إما غسل كل شيء أو أترك كل شيء ويأتيني وسواس أنني إذا تجاهلت فبالتالي ستصبح ملابسي نجسة وسيارتي فكيف أقوم بأمور عبادتي فأصبح بين نارين؟ وجزاكم الله خيرا على ماتقومون به.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، ولا ينفعك في علاجه إلا الإعراض عنه وعدم الالتفات إليه، وكل ما ذكرته عن تنجس الأشياء المحيطة بك ما هو إلا محض وسوسة لا حقيقة لها، فاعلم ـ عافاك الله ـ أن الأصل في الأشياء كلها الطهارة، وأنه لا يحكم على شيء بالنجاسة بمجرد الشك، واعلم كذلك أنه إذا تنجس شيء ما ثم جفت النجاسة فإنه لا ينجس ما لاقاها إذا كان جافا، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 117811، 128341، 51601.

فلا تغسل شيئا من كل هذه الأشياء المذكورة ولا تعتقد نجاسة شيء منها ما لم يكن عندك يقين جازم تستطيع أن تحلف عليه بأنها قد تنجست، ثم اعلم أن الخارج عقب الاستمناء، أو ما يسمى بالعادة السرية غالبا ما يكون هو المني، وهو طاهر لا يجب غسل ما أصابه، ولتتعرف على الفرق بين المني والمذي انظر الفتوى رقم: 34363.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني