الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بر الأم واجب وإن أساءت إلى ولدها

السؤال

أنا سيدة متزوجة، وأمي ربتني أنا وأخواتي الثلاث بعد أن طلقها أبي، وبعد أن تخرجت من كليتي عملت في إحدى الشركات وأدخر من مرتبي لأجهز نفسي للزواج وأساعد أمي في مصروف البيت، وعندما اقتربت من الزواج وطلبت من أمي أن تساعدني قالت لي لن أساعدك ولا تتزوجي، بالرغم من أن لديها مبلغا من المال تدخره في البنك وقطعة أرض ولكنها لا تقترب منها وتقول إنها تحفظها للزمن.
ومن مواقف أمي معي أنني كنت مخطوبة قبل زوجي الحالي لابن خالتي وأتى لي بشبكة فأخذتها أمي مني وقالت إنها أمانة عندي، وعندما طلبتها الآن برد الأمانة قالت لي أنا ربيتك وقد بعتها ـ فهل هذا هو ثمن تربيتها لي؟ وأمي الآن مريضة بمرض الكبد وأذهب لزيارتها مرة كل أسبوع، ولكن هناك قسوة شديدة داخلي تعذبني لم تكن فطرة لدي، ولكن اكتسبتها من معاملة أمي لي ومواقفها معي فماذا أفعل الآن؟ وهل أنا آثمة في حقها؟ أنا أدعو الله أن ينسيني ما فعلته معي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى عليك أن حق الأم عظيم وبرها من أوجب الواجبات، ومهما كان حالها فلها الحق في البر والمصاحبة بالمعروف، فاحذري من الإساءة إليها أو التقصير في حقها واجتهدي في الإحسان إليها فإنه من أعظم أسباب الفلاح، وما تجدينه في نفسك تجاه أمك إن كان لا يؤثر على برك بها وقيامك بحقها فلا يضرك ـ إن شاء الله ـ لكن ينبغي ألا تستسلمي لهذه المشاعر وأن تنظري إلى الجوانب الطيبة في سلوكها، وما جعل الله لها من الحق لما لاقته في الحمل والوضع والتربية في الصغر، وما كان منها من تقصير أو جفاء فلتقابليه بالعفو فإنه من أحب الأعمال إلى الله، فكيف إذا كان مع الأم التي هي أرحم الناس بولدها وأعظمهم عليه حقا؟

وننبهك إلى أن ما يعرف بالشبكة إن كان جزءا من المهر ـ كما هو الغالب في بعض البلاد ـ وكان ابن خالتك قد فسخ خطبتك قبل أن يعقد عليك فهي حقه، ولا حق لك ولا لأمك في شيء منها، والواجب عليك أن تبيني ذلك لأمك، وأن عليها رد هذه الشبكة للخاطب وإلا كانت آكلة لماله بالباطل، وانظري الفتوى رقم: 145839.

أما إن كنت تستحقين هذه الشبكة كما لو كان طلقك بعد العقد وكانت نصف المهر أو وهبها لك ابن خالتك بطيب نفس فهي حق لك ولا حق لأمك فيها، فإن الأم إذا لم تكن محتاجة فلا حق لها في شيء من مال ولدها بغير رضاه. وانظري الفتوى رقم: 13346.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني