الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة تغفر جميع الذنوب

السؤال

شخص استهزأ بالصلاة في أكثر من موقف، كان يسب الدين في هذه الفترة، ثم قمت بإعلامه أن سب الدين كفر، فتاب عن السب. هل يعتبر أنه تاب عن السخرية من الصلاة أيضا باعتبارها من شعائر الدين أم يظل على كفره، علما بأنه غالبا قد نسي ما فعله. وكيف أتعامل معه كمسلم أم كافر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر - والله أعلم - أنه برجوعه للإسلام يغفر له كل ذنب عمله بما في ذلك استهزاؤه بالصلاة، ولا تلزمه توبة خاصة بالاستهزاء؛ لقول الله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ {الأنفال:38}، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام يهدم ما كان قبله. رواه مسلم.

قال المناوي في شرحه على الجامع الصغير: ( أن الإسلام يهدم ما كان قبله ) من الكفر والمعاصي أي يسقطه ويمحو أثره. اهـ.

وننبه إلى وجوب حذر المسلمين من الوقوع فيما يقتضي الردة، فقد يؤدي ذلك إلى غضب الله تعالى على المرتد وسخطه عليه فيقبضه على الكفر ولا يمكنه من التوبة فتكون الحسرة والندامة يوم القيامة، قال تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ {الزمر:56}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني