الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعيين الزوجة من شروط صحة النكاح

السؤال

إن من شروط النكاح تعيين الزوجين، فلا يصح قول زوجتك إحدى بناتي لابد من التحديد، لكن لماذا في سورة القصص عندما قال الرجل لموسى قال تعالى : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ. فهل من تفسير لهذا الأمر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتعيين الزوجة شرط من شروط صحة النكاح، فلا يجوز أن يقول رجل لآخر زوجتك إحدى بناتي من غير تحديد وله أكثر من بنت. كما سبق فى الفتوى رقم : 73917.

وما جاء فى الآية التى ذكرتها لا يناقض هذا الأمر لأنها تفيد العرض بتزويج إحدى البنتين، ثم حصل تعيين البنت المقصودة بالنكاح بعد ذلك، وبالتالي فلا تفيد عقد النكاح على إحدى البنتين بدون تعيين جاء في تفسير القرطبي: قوله تعالى : {إحدى ابنتي هاتين} دل على أنه عرض لا عقد ، لأنه لو كان عقدا لعين المعقود عليها له ؛ لأن العلماء إن كانوا قد اختلفوا في جواز البيع إذا قال : بعتك أحد عبدي هذين بثمن كذا ؛ فإنهم اتفقوا على أن ذلك لا يجوز في النكاح ؛ لأنه خيار وشيء من الخيار لا يلصق بالنكاح إلى أن قال : قال علماؤنا : أما التعيين فيشبه أنه كان في ثاني حال المراوضة ، وإنما عرض الأمر مجملا ، وعين بعد ذلك وقد قيل : إنه زوجه صفوريا وهي الصغرى يروى عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن سئلت أي الأجلين قضي موسى فقل خيرهما وأوفاهما وإن سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى وهي التي جاءت خلفه وهي التي قالت : {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} . انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني