الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استهزاء الأب بابنه لحرصه على طاعة الله لا يمنع من بره والإحسان إليه

السؤال

أحبتي في الله، لدي سؤال بشأن علاقتي مع والدي: هناك دائما سوء تفاهم بيني وبين والدي بسبب فارق العمر الكبير ويزيد ذلك أن والدي لا يتقبل مني أي تصرف، لكونه يعارض فكرة التزامي، فهو يعتبر إعفاء اللحية وتقصير الثوب من التشدد ويعتبر قيام الليل بدعة لم ترد، لأن الصلوات هي خمس فقط، وأعلم أن ذلك بسبب جهله، ولكن غضبه علي بسبب ذلك فكيف يكون التعامل معه لاسيما أنني أحيانا لا أستطيع مقابلة ذلك بالبر والإحسان، بل أقتصر بالسلام عليه وتقبيل رأسه صباحا ومساء فقط وأتحاشى الجلوس معه، لما يكون في نفسي من ضيق وأعتبر ذلك عملا بأخف الضررين، لأن جلوسي معه قد يضطرني للتلفظ أو غيره إذا لم أحتمل سيل الاستهزاء الملقى منه، فهل علي شيء من ناحية العقوق أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم ـ أيها الأخ الكريم ـ أن حق الوالد من آكد الحقوق، وأنك لا تجزي والدك عن إحسانه إليك مهما بذلت في بره إلا أن تجده مملوكا فتعتقه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فاصبر على ما يكون من أبيك مما تكره من الأخلاق والأقوال وترفق به مهما أمكن تبتغي بذلك وجه الله تعالى عالما أن الله لا يضيع ثوابك على برك وإحسانك إلى أبيك، وحاول أن تناصحه وأن تبين له بأسلوب يفهمه أن ما تفعله مما أتى به الشرع المطهر، فإن استجاب وكف عن الاستهزاء بك فالحمد لله، وإلا فاستمر في طاعة الله وما أنت عليه من الخير مع الحرص على الإحسان إليه ما أمكن، وراجع الفتوى رقم: 131171.

وليس عليك حرج في ترك الجلوس معه إذا كان قد يفضي إلى مفسدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني