الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخيير الزوجة في الطلاق كناية في حق الزوج والزوجة

السؤال

أشكركم شكرا جزيلا وجزاكم الله خيرا لأنكم أزلتم الوساوس التي كانت بداخلي، واطمأن قلبي لإجابتكم لي عن الفتوى رقم 2340634 الخاصة بتخيير الزوجة من كنايات الطلاق. والسؤال الأول: أريد أن تؤكد لي هل فعلا إذا اختارت الزوجة صاحبتها، وكان الزوج ينوى الطلاق وكانت الزوجة لا تنوي الطلاق بأنه لا يقع بذلك طلاق أي لابد أن تكون النية موجودة لدى الزوج والزوجة لكي يقع الطلاق عند الاختيار . أرجو توضيح ذلك.
السؤال الثاني: أنه عند قولي للزوجة اختاري كنت لا أعلم أن ذلك من كنايات الطلاق. فهل هذا يكفى بأن لا توجد نية عندي بالطلاق.
السؤال الثالث: وهل عدم تذكري لنيتي يجب أن أجتهد في كل وقت لكي أعرفها أم يجب أن أترك ذلك الأمر تماما .وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبه الأخ السائل إلى أننا لمسنا وسوسة عنده في هذا الموضوع، فقد ورد إلينا منه هذا السؤال عدة مرات بصيغ مختلفة، لذلك نحذره من التمادي في هذا الأمر فإنه يؤدي إلى رسوخ الوسوسة وهي شر ينبغي الاحتراز منه.

ثم إننا قد ذكرنا فى أجوبة سابقة أن تخيير الزوجة فى الطلاق كناية في حق كل من الزوج والزوجة، فإن لم يقصد الزوج طلاقا فلا يلزمه شيء سواء قصدت الزوجة الطلاق أم لا، وهو مصدق فيما نواه، وإذا قصد الزوج الطلاق فاختارت الزوجة نفسها فإن ذلك يعتبر كناية أيضا، فإن قصدت الطلاق فهو نافذ، وإن لم تقصده فلا يلزمه شيء، وهي مصدقة أيضا فيما تخبر به من ذلك، وراجع الفتوى رقم : 150219.

ثم قولك: "كنت لا أعلم أن ذلك من كنايات الطلاق..." إن كان القصد أنك تظنه طلاقا صريحا وليس مجرد كناية، فهذا أحرى بوجود نية الطلاق فيه مما لو كنت تعلمه كناية. وإن كان القصد أنك لا تظنه صريحا ولا كناية فهذا لا يبعد أن يكفي للقول بأنه لا توجد نية طلاق عندك. وعلى أية حال فإنه يكفيك أنك لست جازما بوجود نية كما هو ظاهر سؤالك، والنية يشترط لها أن تكون جازمة خالية من التردد.

جاء في الموسوعة الفقهية: وَالنِّيَّةُ هِيَ: الإْرَادَةُ الْجَازِمَةُ الْقَاطِعَةُ، وَلَيْسَتْ مُطْلَقُ إِرَادَةٍ، فَيُخِل بِهَا كُل مَا يُنَافِي الْجَزْمَ، مِنْ تَرَدُّدٍ، أَوْ تَعْلِيقٍ. انتهى.

ومن هذا تعلم أنه لا يجب عليك أن تجتهد فى كل وقت لكي تعرف نيتك، فالنية إذا لم تكن جازمة فإنها غير معتبرة وإن كانت جازمة فإنها لا تحتاج إلى هذا الاجتهاد. وننصحك بالبعد عن التفكير في هذا الأمر؛ لأن الاسترسال فيه سبب لترسيخ الوسوسة فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وجاهد نفسك على عدم الالتفات إلى شيء من هذا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني