السؤال
أديت فريضة الحج العام الماضي، وتركت صلاة المغرب والعشاء في مزدلفة من شدة التعب، ونسيتهما في اليومين التاليين ولم أصلهما حتى الآن. فما حكم الحج والصلاة في هذه الحالة؟
وجزاكم الله خيرا.
أديت فريضة الحج العام الماضي، وتركت صلاة المغرب والعشاء في مزدلفة من شدة التعب، ونسيتهما في اليومين التاليين ولم أصلهما حتى الآن. فما حكم الحج والصلاة في هذه الحالة؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التعب ليس عذرا مبيحا لترك الصلاة ، وإخراجها عن وقتها ، وتركك الصلاة لذلك السبب يعتبر خطأ كبيرا ، وإثما عظيما، لمخالفته لأمر الله تعالى بأداء الصلاة في وقتها، وقد كان بإمكانك حيث كنت متعبا أن تؤخرها عن أول وقتها ، أو وسطه ، لتستريح ، ثم تصلي، أما تركها وتعمد إخراجها عن وقتها ، فهو إثم عظيم وجرم كبير أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بإجماع المسلمين الذي نقله ابن القيم في أول كتاب الصلاة، وقد سئُل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى: هل يجوز تأخير الصلاة عند الشعور بالتعب الشديد حتى أرتاح، لأتمكن من إتقان الصلاة؟ وهل يجوز إعادة الصلاة عند السرحان الكثير فيها وعدم التركيز؟ فكان مما قاله في الجواب: فالواجب على المؤمن والمؤمنة العناية بالصلاة وأن يكملها ويتم ركوعها وسجودها، لكن إذا كان في أول الوقت عنده تعب فإنه لا بأس أن يستريح فالأفضل له أن يستريح ولو صلاها في أثناء الوقت، لأنه إذا صلاها في أثناء الوقت ولو في آخره مع الراحة والطمأنينة والخشوع كان أفضل من صلاتها في غير خشوع ولا طمأنينة، لكن لا يؤجلها إلى خروج الوقت ، لا بد أن تفعل في الوقت، فالتأخير إلى نصف الوقت، أو آخر الوقت للحاجة الشرعية من التعب ، أو شدة المرض، أو نحو ذلك لا بأس بذلك. انتهى.
والواجب عليك الآن إن كنت قد تعمدت تأخيرهما عن وقت العشاء أن تتوب إلى الله تعالى من ذلك الذنب وتقضي الصلاتين، بناء على أن تارك الصلاة كسلا يعتبر فاسقا ، وليس كافرا ، وأن قضاء الصلاة واجب سواء فاتت عمدا أو سهوا أوجهلا ، وهذا كله مذهب جمهورأهل العلم ، وعليه فإنما قمت به لا يؤثر على صحة حجك إذا توفرت فيه شروط الصحة الأخرى ، وانظر الفتاوى التالية أرقامها : 65785 ، 130853 ، 6839.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني