الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتعامل البنت مع أبيها إن كان يتحرش بها ويهددها باغتصابها وعدم تزويجها

السؤال

لو سمحتم
أنقل لكم مشكلة عائلية و لكني لا أعرف حكم الشرع في هذه المسألة و أريد العون.
لي عم تزوج منذ أكثر من عشرين سنة من فتاة دون علم أي ولي له, قالت لي أمي إنه عرفها بطريقة غير شرعية و أقام معها علاقة غير شرعية و لهذا تزوجها دون رضا والديه. المهم,الآن ابنته تقدم لخطبتها شاب,والمشكل أن عمي هذا منذ أن بلغت ابنته صار يتحرش بها و يمس جسدها و هي و أمها فقط يعلمان ويكتمان السر، منذ عامين علم أبي(الأخ الكبير)و عمي الصغير,وحدثاه بالحسنى و لكنه لم يستغن عن عادته.
الخطبة تمت منذ أيام قليلة من الآن, وقبلها بيومين دخل عمي على ابنته وهي تغير ملابسها و بدأ يقبلها و يلمس، فصاحت فضربها على بطنها إلى أن سال منها الدم، وقال لها سأتركك صديقتي في البيت و لن يتزوجك أحد, سأغتصبك و أفضح أمرك و أرني ما أنت صانعة.
كل يوم منذ تقريبا شهرين إما يمسها وإما يضربها, ويتتبعها في الشارع وحتى قفز لها من شباك غرفتها ودخل
ذهبت الطفلة إلى مركز الشرطة لتحتمي و أرسلوها إلى وكيل الجمهورية و لكنها أبت و قالت لأبيها لو تلمسني ثانية أزج بك في السجن.
الآن عمي صار يأتي لأبي و يقول له إن ابنته بغي و تفعل في الشارع كذا وكذا وحلف له على المصحف,فأبي يصدق عمي و يكذب ابنته ولا يقبل منها حتى المواجهة مع أبيها.
جدتي على علم أيضا بشذوذ ابنها و تقول هذه الفتاة مثل أمها لا خير فيها اضربها هي و أمها.
عمي الصغير حاول التدخل حتى إن زوجته قالت لوالد الفتاة أنا سأكفل البنت و أسكنها عندي في بيتي فعاركها وقال لها هي ابنتي ولا أحد يتدخل.
الفتاة لا تجد من تستنجد به
أهل أمها لا نعرفهم جدي متوفى، أبي لا يسمع منها ويقول هي تكذب و تستحق ما يفعل بها ويصدق أنها بغي
أبوها عاطل عن العمل وهو رجل سكير وذو علاقات غير شرعية منذ صغره, فهو الآن إما في البيت يتحرش بها أو يضربها أو يتسكع في الشارع.
أنا حائرة,الفتاة تستنجد بنا ولكن أبي لا يسمع,لا أدري كيف أتصرف.
كيف يتوجب عليّ أن أتصرف و هل طاعة الفتاة لأبيها لا تزال قائمة و واجبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان ما ذكر بالسؤال من تحرش هذا الرجل بابنته صحيحا فهذا الفعل مناف للفطرة المستقيمة، وللشرع الحكيم، ولا تصدر مثل هذه التصرفات عن عاقل معه مثقال ذرة من حياء أبدا، فإن كان هذا الأب يعقل النصح فيجب نصحه وتذكيره بالله تعالى وتخويفه من أليم عقابه.

وأما بالنسبة لابنته فيجب عليها أن تعامله معاملة الأجنبي فلا تمكنه من الخلوة بها، ولا يجوز لها أن تكشف شيئا من زينتها أمامه. ويجب عليها أن تبحث عن من تلتجيء إليه ممن تمكنه حمايتها منه من أقربائها فإن لم تجد فعليها الالتجاء إلى بعض الجهات المسؤولة التي يمكن أن تحميها وتجد الأمان عندها. ولمزيد الفائدة يمكن مطالعة الفتوى رقم :47916. وعليكم نصرة هذه الفتاة فإن نصرتها واجبة، ثبت في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: «تحجزه، أو تمنعه، من الظلم فإن ذلك نصره». وأما طاعتها له في المعروف فواجبة عليها، فإن هذه الطاعة لا تسقط بإساءته، فالله تعالى قد أوجب طاعة الوالدين والإحسان إليهما ولو كانا كافرين، فأولى إن كانا مسلمين، وسبق بينان ذلك بالفتوى رقم: 3109. وفسق الولي لا يسقط ولايته على الراجح من كلام الفقهاء، ولكن إذا امتنع عن تزويجها من الكفء فلترفع أمرها للقاضي الشرعي أو من يقوم مقامه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني