السؤال
لا أدري من أين أبدأ اعذرني أخي وشيخي إن لم يكن كلامي متناسقا، أنا طالب في كلية الطب وكليتي مختلطة اختلاطا كاملا ليس كبقية الكليات الأخرى التي يكون فيها الاختلاط مجرد محاذاة الفتاة في مقعد أو أن ننصت لمحاضرة يختلط فيها الشباب والبنات, بل اختلاطنا يجبرنا على التعامل معهن في مجموعات ولساعات طوال والقيام بمشاريع دراسية مع بعضنا، وكنت في بادئ الأمر لا أتأثر كثيرا لكن شهرا بعد شهر بدأت المعاناة وأنا أحاول قدر الإمكان عدم الحديث معهن في شيء غير علمي وعدم مجالستهن في مأكل أو مشرب ولكن لا بد للقلب أن يتأثر مع تلك الملابس الضيقة الكاشفة للعورات وتلك الضحكات الفاتنة والدلع وغيره ومحاولة فتح أحاديث أخرى لا علاقة لها بالطب، ثم كسر الحصن والجدار الذي كنت أبنيه فبت لا أمانع في الحديث معهن إضافة إلى شيء من روح الدعابة خلال تلك الساعات الطوال من العمل الممل الذي له علاقة بالطب ولكني اكتفيت هنا بحديث فقط ومزاح فلا أجالسهن ولا أخرج معهن في موعد لكن القلب كان يشتهي ذلك وإن كان قد علم علم اليقين قبح المعصية وعظمها وما لها من أثر في القلب والذي كان يمنعني ـ ولأكون صريحا معك يا شيخي ـ الحياء من الناس قبل الحياء من الله, فالكل كان يعلم أنني شاب متدين وأنني بفضل الله أحفظ القرآن كله وسرعان ما تحول هذا هذا الحياء من الناس إلى نفاق, فبتت لا أكلم البنات في الجامعة لكن أحدث بنات أخريات عن طريق مواقع تعارف أو عن طريق ـ إم إس إن ـ فالقلب بات لا يستحمل ما يراه من جمال وضحكات وغيرها وبت أخاف أن أتكلم مع بنات أعرفهن فأصل إلى أبعد من مجرد الكلام فحدثتني نفسي أن أكلم بنات لا أعرفهن وأكلمهن فقط للتسلية وقضاء ذاك اللهيب الذي في الصدر ثم حدث تطور في الحديث أن طلبت إحدى البنات غير العربيات أن تراني عن طريق كاميرا الجهاز فنتحدث ونرى بعضنا قي نفس الوقت, ثم ما لبثت أن بات سهلا علي أن أحدث أخريات بنفس الطريقة صوتا وصورة ثم صادف أن اعتمرت بعدها وأحسست بعظم الذنب وقبحه وعزمت على عدم الرحوع ويُسر لي في نفس الوقت أن أخبرني صديق لي ـ كنت أشتكي له كم أريد أن أخطب ـ بأن قال لي إنك شلب صالح والرجل يخطب لبنته قبل ولده وذهبت دون علم والدي ـ ليقيني بعدم موافقتهم ـ وقابلت الفتاة وأهلها وأُعجبت بها وأُعجبت بي وأحبني والداها ورضيا بالخطبة إلى أن أتخرج ثم نتزوج، فذهبت وفتحت الموضوع مع والدتي لكنها رفضت رفضا قاطعا وعاتبتني ووصل الموضوع إلى أن اعتبرتني شبه عاق فخفت من ذلك وامتنعت وتوقفت عن موضوع الخطبة وهنا بدأت المصائب فرجعت إلى ما كنت عليه ولكن أشد حدة وأكثر وقتا وكان من الفتيات من تريني ما لا يليق قوله على كاميرا الحاسوب وبات حالي أسوأ مما كان، ومع الوقت خففت الحديث مع كل البنات اللاتي في ـ إم إٍس إن ـ إلا واحدة، فقل لي بالله عليك ماذا أصنع إذا سُهل الحرام وصُعب الحلال؟ وكم من فتاة في الجامعة اعترفت بإعجابها بي أو حاولت ملامستي لكني صددتها لبقية باقية من الحياء ولأني والله بت لا أدري هل أستطيع الصمود أن سأتهاوى وقد جربت الصيام وشغل الوقت ولكن هيجان الشباب أعظم من هذا وذاك فأخبري بالله عليك بالحل وماذا أصنع؟.