الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحصول على وظيفة من خلال إضراب أو اعتصام

السؤال

بعد وقوع الثورة في مصر والحمد لله حدث كثير من الاعتصامات والمظاهرات من كثير من المواطنين للتعيين في الجهاز الحكومي في الدولة، ومن ضمن هذه الاعتصامات اعتصام كثير من أوائل طلاب جامعة الأزهر المطالبين بتعيينهم معيدين في الجامعة، وبالفعل تم تعيين 6000 معيد بجامعة الأزهر، ولكن تحت ضغوط رهيبة من هؤلاء الطلاب لدرجة أنهم اعتصموا في ساحة الجامعة ومنعوا كثيرا من الموظفين بالجامعة من مباشرة أعمالهم واحتلوا المبنى الإداري للجامعة، وأنا على يقين أن الدولة عينت هؤلاء الطلاب معيدين تحت هذه الضغوط وخوفا من فض عتصامهم بالقوة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، وخصوصا في هذه الفترة الحرجة من مستقبل مصر، ولو أن الدولة مستقرة ما وافقت على تعيين هذا الكم الهائل من المعيدين، والسؤال: هل يجوز قبول هذه الوظيفة مع العلم أنني لم أشارك في هذه الاعتصامات؟ ومع العلم أن كثيرا من هؤلاء الطلاب هم من الأوائل المتفوقين في دراستهم ولكن القوانين الجائرة في النظام السابق كانت حائلا بينهم وبين تعيينهم معيدين، فهل يعتبر هذا التعيين تعويضا عن حقهم؟ أم أنه لا يجوز قبوله، لأن الدولة أكرهت عليه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي نراه أنه لا حرج في قبول تلك الوظيفة ما دام صاحبها سيؤدي خدمة وهو أهل لها، وخاصة إذا كان دعي إليها دون المشاركة في الاعتصام والإضراب مع أن الإضراب ذاته ليس محرما إذا كان لإحقاق حق أو إبطال باطل ودفع ظلم، وما ذكرته لا نرى فيه مانعا يمنع من قبول تلك الوظيفة، وقد بينا حكم الإضرابات والمشاركة فيها في الفتوى رقم: 62803.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني