الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغفلة عن ذكر الله تفتح المجال للوساوس الشيطانية

السؤال

عقدت عقد زواجي في ديسمبر 2007 وتم الدخول في يوليو 2008 ولدي الآن بنت عمرها يقترب من الثلاث سنوات. تم عقد العقد بواسطة مأذون شرعي وبصيغه شرعية في منزل والد زوجتي وبحضوره، وبشهادة ابن عمي وشقيق زوجتي، وكان وكيل زوجتي عمها شقيق والدها. وقبل أن نذهب يومها لبيت زوجتي سبقنا عمى شقيق والدي -لأن والدي متوفى- إلى بيت أهل زوجتي واتفق مع والدها على مقدار المؤخر وجرى العرف بيننا في عائلتنا (حيث إنني وزوجتي من أسرة واحدة، ونحن في أسرتنا نتزوج من بعضنا) أن يتفق كبير عائلة الزوج وقد يكون أخاه الأكبر أو والده أو عمه مع والد الزوجة أو أخيها الأكبر أو عمها على قيمة المؤخر قبل عقد العقد، أما المهر فيقوم كبير عائلة الزوج بإعطائه لكبير عائلة الزوجة، وذلك عادة ما يكون بعد العقد وقبل الدخول، وفى حالتي قام جدي لأبى رحمه الله بإعطاء المهر لجد زوجتي لأبيها رحمه الله بعد العقد وقبل الدخول، وعادة لا يتم الاتفاق على قيمة المهر بل يتم دفع مثل آخر زواج في العائلة أو كما جرى العرف في العائلة، أو يتم الاتفاق في بعض الحالات، وفي حالتي قام جدي بدفع مهر يعادل ما دفعه قريب لنا وهو ابن عم والد زوجتي، كان تزوج من ابنة خالي، وقد قال لي جدي ذلك سأدفع كما دفع فلان، وقد حصل وذهب وأعطى المهر لجد زوجتي ولا أتدخل أنا في هذا الأمر؛ حيث إني لا أدفع شيئا بل قام جدي رحمه الله بدفع المهر وشراء الشبكة وتجهيز البيت. وأنا ابتليت في الفترة الأخيرة بالوسواس القهري الشديد في الطلاق، وذهبت إلى طبيب نفسي وبدأت أخذ العلاج الدوائي لذلك.
وسؤالي هو:
أولا: أثناء ما كان المأذون يقول صيغة الإيجاب والقبول بيني وبين وكيل زوجتي (عمها) يقول بعد الإيجاب والقبول (وعلى الصداق المسمى بيننا آجله وعاجله) وأنا قلت وراءه وأعتقد كذلك فعل عم زوجتي، وأنا لا أعلم معنى هذه الكلمة ولا أتذكر إن كنت وقتها أعلم الصداق المسمى، فإن كان المهر فالمهر يتم دفعه بعد العقد، وإن كان المؤخر فقد تم الاتفاق عليه بين عمى ووالد زوجتي قبل أن أحضر، ولا أتذكر إن كنت علمته قبل إنشاء الصيغة أو بعدها، ويغلب على ظني أنني علمته قبل إنشاء صيغة القبول والإيجاب؛ لأن المأذون يسأل كم المؤخر ويقوم بكتابته في العقد ونوقع على العقد قبل إنشاء الصيغة. فهل يؤثر ذلك في العقد؟
ثانيا: عندما انتابتني هذه الوساوس رجعت لقسيمة الزواج الموثقة اليوم لأقرأها وكأني أقرأها لأول مرة، فوجدت بها بعض الأمور غير الدقيقة كتبت بواسطة المأذون وهي:
1- مكتوب أن العقد تم في منزل وكيل الزوجة وهو تم في منزل والد الزوجة، والمنزلان متجاوران داخل سور واحد وقتها.
2- مكتوب تاريخ أظن أنه مختلف في اليوم غير متأكد ولكني متأكد من الساعة، فمكتوب في القسيمة أنه الساعة الرابعة عصرا وهو تم بعد المغرب.
3- مكتوب أن الزوج أقر بعدم وجود زوجات في عصمته وأظن أن المأذون لم يسألني عن ذلك لا أتذكر.
4- مكتوب أن الصداق خمسة آلاف وواحد جنيه، الحال منه واحد جنيه قبضه وكيل الزوجة وهو لم يحدث، والمؤجل خمسة آلاف وهو المؤخر .
5- مكتوب أن الزوجة وكلت عمها فلان في العقد، وقبض المهر واستلم الوثيقة، وعندما سألت زوجتي قالت لي دخل علي في الغرفة المأذون والشهود لأخذ توقيعي على الوكالة على ما أظن، وبصمتها على القسيمة، وسألها من وكيلها فأجاب أحد الحضور، فأصر المأذون أن يسمع منها فقالت عمي فلان، ولكن عمها لم يقبض المهر فقبضه جدها وأنا من استلمت الوثيقة وأعطيت نسخة لوالد زوجتي على ما أتذكر.
فهل يؤثر ذلك في العقد؟
ثالثا: عندما كنت أقرأ في القسيمة كانت معي زوجتي، وعندما قرأت أن الصداق خمسة آلاف وواحد جنيه الحال منه واحد جنيه قبضه وكيل الزوجة قلت لها (بس ده ماحصلش) أي أن هذا لم يحدث. فهل قولي لها: بس ده ماحصلش يحدث شيئا؟
رابعا: عندما أخبرتها عن الصداق قالت لي –زوجتي- وهى تمزح أريد باقي المبلغ فقلت لها (بس يا فلانة بمعنى اسكتي لا تتحدثي في هذا الموضوع بسبب وسوستي) فقالت المشايخ عرفونا حقنا (وهى تقصد أن باقي المبلغ يستحق أثناء الزواج وليس بالموت أو ...(أرجو أن تفهم فلا أريد كتابة الكلمة) فقلت لها (بس يا فلانة بمعنى اسكتي لا تتحدثي في هذا الموضوع بسبب وسوستي) فقالت ماشي وسكتت، وهى كانت تمزح للتخفيف عني. وبعدها بفترة عاتبتها وقلت لها أنا وسوست بسبب كلامك، فقالت ماذا قلت لا شيء في ذلك، احسبها بالعقل، فقلت لها (بس يا فلانة بمعنى اسكتي لا تتحدثي في هذا الموضوع بسبب وسوستي) فسكتت وظللت أنا في ضيق، على الرغم من أني لم أقل إلا (بس يا فلانة) فهل ترى في ذلك شيئا؟
خامسا: اتصلت بشيخ أعرفه وقصصت عليه ما حدث. فهل حكايتي له ما حصل أو كتابتي السؤال لكم أو البحث في الإنترنت وكتابة ألفاظ للبحث يحدث شيئا؟
أرجو الرد، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجميع ما ذكرته لا يؤثر على صحة الزواج وعصمة الزوجية‘ وعليه فزوجتك باقية في عصمتك والكتابة والبحث والسؤال والحكاية، وعدم ذكر المهر في العقد ونحو ذلك كله لا يؤثر، وما تجده إنما هو محض وسوسة عليك الإعراض عنها وعدم التمادي فيها لئلا تؤدي بك إلى ما لا تحمد عاقبته. فهو من مصايد الشيطان التي يصطاد بها الإنسان.

فاشتغل بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن وما ينفعك في أمر دينك ودنياك لئلا تفسح المجال للشيطان فيوسوس لك بمثل هذه الوساوس فيذرك تتخبط في شراكه. واعلم أن الإعراض عن ذكر الله تعالى والغفلة والفراغ كلها أسباب تجعل المجال فسيحاً للشيطان. قال الله تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ {الزخرف:36}، ولمزيد من الفائدة حول علاج الوسواس انظر الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني