السؤال
قيل إن الصفرة إذا كانت بأول الحيض فهي منه وتترك المرأة الصلاة، لكن إذا كانت هذه الإفرازات الصفراء مستمرة معها طوال مدة طهرها ثم جاءها الحيض متصلا بتلك الإفرازات الصفراء، فكيف تعرف المرأة أن تلك هي الصفرة التي من الحيض أو لا؟ وهذه الإفرازات معها طوال الشهر، فكيف تميز ما كان رطوبة طبيعية وما كان صفرة الحيض؟ وهل تعتبرها إفرازات أو صفرة؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا في الصفرة والكدرة أنها لا تعد حيضا إلا إذا كانت في زمن العادة أو اتصلت بالدم، وانظري الفتوى رقم: 134502.
وعليه، فما رأته المرأة من صفرة في مدة العادة فهو حيض، وإذا كانت الصفرة متصلة لا تنقطع فهي مستحاضة، فلا تعتبر من هذه الصفرة حيضا إلا ما وافق زمن عادتها، وهذه الصفرة ليست كرطوبات الفرج فهي نجسة يجب الاستنجاء منها، قال الخطيب الشربيني: والصفرة والكدرة ليستا بدم وهما نجسان. انتهى.
ومن كانت مبتلاة بسلس هذه الصفرة أو الكدرة فإن حكمها حكم صاحب السلس تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شاءت من النوافل وتتحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع لئلا تنتشر النجاسة في الثياب، وأما التمييز بين الصفرة والكدرة وبين رطوبات الفرج فقد أوضحناه في الفتوى رقم: 167711.
ولا يفوتنا أن نحذر من الوسوسة والاسترسال معها لما يفضي إليه ذلك من الشر العظيم.
والله أعلم.