السؤال
فضيلة الشيخ الكريم: سؤالي عن حكم معاملة الرجل الغريب مثل معاملة الوالد،علما بأن العلاقة ليست اجتماعية، بل علاقة عمل، فضيلة الشيخ: أنا امرأة عاملة لدي مدير في عمر والدي ـ رحمه الله ـ وأتعامل معه بهذه المكانة وهو أيضاً يتعامل معي هكذا بالرغم من حذري الشديد أن لا أغضب الله وأن لا يكون ما يحدث فيه معصية له، وفي أحد الأيام سلم علي بكل رحابة واهتمام كعادته إلا أنه في هذه المرة قبل يدي باعتباري كابنته، فقبلت يده ورددت له نفس الكلام أنت في مقام والدي ـ يرحمه الله ـ وبعد ذلك مباشرة أحسست بالندم وبدأت بالاستغفار أثناء حديثه معي، الرجاء أفيدوني، وإن كان ذلك ذنباً فهل يغفر الله لي؟ وماذا أفعل كي يغفر لي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاحترام الكبير غريبا كان أو قريبا أمر مطلوب شرعا،وأدلة ذلك مشهورة ومعلومة ضمنا بعضها الفتوى رقم: 95530.
وتعامل المرأة مع الأجنبي له ضوابط يجب الالتزام بها، وهو لا يعتبر كالمحرم فلا يجوز للمرأة تمكينه من الخلوة بها، ولا يجوز لها مصافحته، فمثل هذه المصافحة محرمة، وراجعي في بيان حكم المصافحة الفتوى رقم: 1025.
وإذا كان هذا في المصافحة فتقبيل اليد أشد خطرا، فالواجب عليك التوبة والحذر من الوقوع في حبائل الشيطان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
واعلمي أن لعمل المرأة في مكان تختلط فيه بالرجال ضوابط شرعية راجعيها بالفتوى رقم: 3859.
والله أعلم.