السؤال
المتوكلون يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب، فكيف أتوكل على الله؟ وهل من أمثلة؟ وهل من كتب يتم تزويدي بها تتكلم عن التوكل على الله، وعن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة والسلف الصالح في التوكل على الله؟ وإن كنت توكلت على الله وعندي بعض السيئات أو الذنوب، فهل أدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}.
قال أهل التفسير: فهو كافيه.
وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.
وفي رواية: مع كل ألف سبعون ألفا.
والتوكل على الله من أعمال القلوب، ويكون باعتماد العبد على الله ومباشرته للأسباب التي تجلب له المصالح وتدرأ عنه المفاسد، وانظري الفتوى: 18784.
ومن أمثلة ذلك ما كان نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يفعلونه، فقد كانوا يتخذون كل الأسباب والتدابير، ولكنهم قبل ذلك وبعده كان اعتمادهم على الله وليس على الأسباب وما يتخذونه من الاحتياطات.. وانظري مثلا حديث الهجرة وغيرها في كتب السنة.. ومن أهم الكتب التي نرشدك إليها للوقوف على أمثلة من التوكل الحقيقي: كتب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتراجم الصحابة والسلف الصالح وأخبارهم وخاصة زاد المعاد لابن القيم، وسبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي، وسير أعلام النبلاء للذهبي... ومن كان من هؤلاء السبعين أو ممن دخل معهم وله ذنوب وسيئات فإنه لا يحاسب عليها ولا يعاقب، جاء في فيض القدير للعلامة المناوي: ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفا ـ أراد بالمعية مجرد دخولهم الجنة بغير حساب وإن دخلوها في الزمرة الثانية أو ما بعدها، وفي حديث جابر عند الحاكم مرفوعا: من زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب، ومن استوت حسناته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا، ومن أوبق نفسه فهو الذي يشفع فيه بعد أن يعذب.
والله أعلم.