السؤال
شيخي العزيز: كان صاحبي يحدثني ببعض الأمور فبدأ يلعن, وبعدما انتهى أردت أن أنهاه عن ذلك، لكن لا أدري ما الذي منعني منه، فقلت له أول شيء أو أهم شيء ثم تكلمت عن أمر آخر، أخشى أن يكون في ذلك نوع من الجحود يا شيخ حيث قلت أهم شيء أو أول شيء ثم ذكرت أمرا آخر وتركت الإنكار، فهل هو فعلا كذلك يا شيخ؟ وجزاك الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم حكم لعن العاصي المعين وغيره في الفتوى رقم: 108345.
وحيث كان اللعن محرما فيجب نصح من قام به ونهيه عن المنكر وتعليمه الحكم إن كان جاهلا فقد أمر الشارع بالنهي عن المنكر وتعليم الجهال، كما في قوله تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}.
وقوله تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ* كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {المائدة:78ـ 79 }.
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
وما تذكره من أنك عزمت على الإنكار والنصح ثم قلت ما قلت وشغلك شاغل صرف ذهنك عن الكلام في الموضوع فنرجو أن لا تكون مؤاخذا وليس في هذا جحود، وقد قال الله تعالى: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286} وقال الله في جوابها: قد فعلت. أخرجه مسلم.
والله أعلم.