الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع الزوج الإنجاب لعدم اهتمام الأم بتربية الأولاد

السؤال

عندي ولدان عمر الأول 8 سنوات، والثاني 6، وزوجتي لا تهتم بتربيتهم التربية الصحيحة، ولا تراعي معهم القواعد الصحية. فمثلاً: إذا أخطؤوا سبتهم وشتمتهم وضربتهم فيتعلمون منها الكلمات البذيئة والمسبات، وهي لا تقوم بتعليمهم التعليم المطلوب منها عندما يعودون من مدرستهم، ولا تهتم بتنظيف أسنانهم بعد كل وجبة، وإذا أطعمتهم الطعام أخذتهم إلى النوم مباشرة دون أن تمضي ساعتان بعد الأكل، يعني هي لا تطبق القواعد الطبية والصحية معهم. وإذا أمرتها بذلك لم تطبق ذلك وبقيت مصرة على آرائها.
السؤال:هي لا تزال تريد الأولاد وأنا أرفض وأقول لها لأنك لا تعطينهم حقوقهم ولا تطيعينني فيهم. فهل أنا آثم بامتناعي عن الإنجاب (علماً أننا نستعمل وسائل الحمل المشروعة)؟ وهل الولد من حق الزوجين في كل الأحوال؟ وهل هي آثمة إذا لم تطعني في هذه الأمورالتي ذكرتها من أجل مصلحة الأولاد؟ وهل إذا هجرتها أكون ظالماً لها؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيحسن بنا أن ننبه أولا إلى أن الحياة الزوجية ينبغي أن تقوم على التفاهم بين الزوجين والتعاون بينهما في تدبير شؤون البيت بعيدا عن أسلوب الأوامر أو التعامل بناء على الفعل ورد الفعل، فإن هذا يترتب عليه في الغالب ما يضر بالأسرة ويؤدي إلى الشقاق. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم نعم المثال للزوج الصالح، فقد كان يعين أهله في خدمة البيت، ويمكن الاطلاع على النصوص بهذا الخصوص بالفتوى رقم: 27182. فلو أنك اتبعت هذا النهج النبوي مع زوجتك فلربما لم يصل بكما الحال إلى هذه الدرجة من الخلاف.

بقي أن نبين مسألة وهي: هل يجب على الزوجة خدمة الأولاد؟ نص بعض الفقهاء على عدم وجوب خدمتهم عليها.

جاء في فتاوى القاضي عليش المالكي قوله: وكذا لا يلزمها كما أفاده بعض شيوخ شيخنا الخدمة لأولاده وعبيده ووالديه. اهـ.

وعلى القول بوجوب خدمتهم عليها فإنما يجب منها ما جرى به العرف واعتاده الناس من ذلك دون ما كان على وجه المبالغة والتشديد.

وأما سب الأولاد وضربهم فلا يجوز إلا إذا كان ضربا منضبطا بضوابط الشرع، وهو ضرب التأديب لا ضرب التشفي والاعتداء - الذي قد يكون ضربا مبرحا- ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 14123.

والإنجاب حق للزوجين فلا يجوز لأحدهما منعه دون رضا الآخر إلا لعذر شرعي، ومنعها هذا الحق بحجة أنها لا تحسن تربية الأولاد لا يجوز، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 118433.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني