السؤال
ما حكم قول: لو كفرت بالله لأصبحت ملحدا.
قلتها وكانت تأتيني وساوس الشيطان، وكنت أستغفر، وأناقش نفسي وأقنعها أن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح.
وقلت جملة: لو كفرت. ولم أكن أعزم الدخول في الكفر ولكن من الوساوس القوية التي تأتيني.
أفتوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه المقولة معلومة صحيحة المعنى ولا حرج في قولها، لأن الكفر يدخل في عموم أنواع الإلحاد.
فقد جاء في الموسوعة الفقهية: الإلحاد في الدين, وهو : الطعن فيه أو الخروج عنه . .. قال ابن عابدين : الإلحاد في الدين : هو الميل عن الشرع القويم إلى جهة من جهات الكفر كالباطنية الذين يدعون أن للقرآن ظاهرا, وأنهم يعلمون الباطن, فأحالوا بذلك الشريعة, لأنهم تأولوا بما يخالف العربية التي نزل بها القرآن . ومن الإلحاد : الطعن في الدين مع ادعاء الإسلام, أو التأويل في ضرورات الدين لإجراء الأهواء . ... . والفرق بين الزنديق والمنافق والدهري والملحد أن المنافق غير معترف بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والدهري كذلك مع إنكار إسناد الحوادث إلى الله سبحانه وتعالى, والملحد لا يشترط فيه الاعتراف بنبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ولا بوجود الصانع تعالى . وبهذا فارق الدهري أيضا . ولا يعتبر فيه إضمار الكفر , وبه فارق المنافق . كما لا يعتبر فيه سبق الإسلام وبه فارق المرتد . فالملحد أوسع فرق الكفر حدا , وأعم في الجملة من الكل . أي هو معنى الكافر مطلقا, تقدمه إسلامه أم لا, أظهر كفره أم أبطنه . اهـ
هذا ونوصيك بالعلاج لما تعاني منه من الوسوسة بالإعراض عنها بالكلية وعدم الاسترسال فيها، وشغل القلب بما يصرفه عن التفكير في هذه الأمور.
وقد نقلنا في فتاوى سابقة قول ابن حجر الهيتمي حينما سئل عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها. انتهى.
والله أعلم.