السؤال
أرجو أن تنصحوني: فأنا أرملة منذ سنتين، وتقدم لخطبتي شخص محترم أحب أن أرتبط به، ولكن عندي أولاد كبار وأخجل أن أبوح لهم برغبتي، فهل أستطيع أن أتزوج في السر دون معرفة وليي وأنا في الأربعين من عمري عند مأذون شرعي وشهود دون معرفة أهلي؟
مع الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فللنكاح الصحيح شروط سبق بيانها بالفتوى رقم: 1766. ومن أهمها الولي والشهود، فإن نكحت المرأة بغير إذن وليها فالنكاح باطل، وراجعي الفتوى رقم: 3751.
ووجود الأبناء ـ ولو كبارا ـ ليس بمانع شرعا من إقدام المرأة على النكاح، وإذا امتنع وليك من إنكاحك من الكفء كان لك رفع الأمر إلى القاضي الشرعي ليزوجك أو يجبر وليك على تزويجك، فلا حق للولي في منع موليته من الزواج بمن رضيته من الأكفاء. وانظري الفتوى رقم: 3804، وفيها بيان ترتيب الأولياء في النكاح.
ثم إن الخجل أو الحياء إذا كان يؤدي إلي ترك حق مباح مرغوب فيه شرعا وطبعا فإنه يكون مذموما، فأحرى إذا ترتب عليه منكر، فأيهما أعظم مفسدة مصارحة الأهل بالرغبة في الزواج أم الإقدام على الزواج بدون ولي؟ لا مقارنة بين هذا وذاك. وعلى كل، فإذا تيسر لك هذا النكاح فالحمد لله، وإلا فالواجب عليك الحذر من الوقوع مع هذا الرجل في شيء من أسباب الفتنة، فاقطعي كل علاقة لك به، وسلي الله تعالى أن يقدر لك الخير.
والله أعلم.