السؤال
الأمر يتعلق بصلة الرحم. فجميع أخوالي يقاطعوننا على أساس أن والدتي سيئة التعامل معهم، وهذا الأمر ليس صحيحا، فالتوتر في عائلة والدتي قديم منذ تفضيل جدتي لأحد أخوالي بإعطائه مبلغا كبيرا من التركة دون الآخرين، الشيء الذي جعل أمي تغضب لأنها كانت في أمس الحاجة إلى المساعدة آنذاك.
أودأن أشير إلى معاملتهم العنصرية معنا قبل قطعها خصوصا لأننا ننتسب إلى عائلة والدنا وليس لنسبهم, فبعضهم الآن لايصلنا بدعوى أنه لايعترف بنا، وآخر إن التقانا يسب ويشتم ويطعن في شرف والدتنا التي هي أخته دون أي سبب من الأسباب, علما أن كل هذا جاء بعد ملاسنات بيني وبين أحد أبناء أخوالي الذي بدأ هو أولا بشتمي، وتكلم في عرض والدتي دون سبب على أنها راقصة، فشتمته وتكلمت في عرض والدته بدوري دفاعا عن والدتي.
السؤال هو: ما حكم صلة الرحم في هذه الظروف؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الشرع بصلة الرحم ونهى عن قطعها حتى لمن يقطعها، وقد سبق أن بينا أن وجوب صلة الرحم لا يسقط بإساءة القريب أو إيذائه، وانظر الفتوى رقم : 99359.
وعليه فلا يجوز لكم قطع أخوالكم بل عليكم صلتهم بما لا يلحق ضررا بكم وبما لا تترتب عليه مفسدة أعظم، فإن صلة الرحم ليست محصورة في باب معين كالزيارة مثلا بل تحصل الصلة بالزيارة والاتصال، والمراسلة والسلام، وكل ما يعده العرف صلة. وانظر الفتوى رقم: 34365.
وننبه إلى أنه لا يجوز لك مقابلة السب والشتم في عرض الوالدة بمثله، فإن المعصية لا يجوز أن تقابل بمثلها.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ {البقرة:194} : "... وليس لك أن تكذب عليه وإن كذب عليك، فإن المعصية لا تقابل بالمعصية. الجامع لأحكام القرآن.
والله أعلم.