الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان يحرش بين الأقارب لقطع الأواصر بينهم

السؤال

توفي والدي وأنا في العاشرة، وقبله والدتي وأنا فى السابعة، وكثيرا ما عانيت من أخي الأكبر، ولكن حدث موقف أخير منه ومن أخي الأصغر وهو أن لدي شقة في بيت والدي والميراث لم يوزع حتى الآن، وهذه الشقة كنت أقيم فيها أنا وزوجتي عند مجيئنا لمدينتي حيث إني أقيم في مدينة أخرى لظروف العمل، بعد فترة فوجئت به وبإخواني يطلبون مني تبديل الشقة مع شقة أخرى في الدور الأرضي ومساحتها أصغر، فبعد تفكير وافقت ليس من أجل إخوتي ولكن من أجل صلة الرحم ومرضاة والدي المتوفيين، ولكن على أن يتم عمل بعض الإصلاحات في الشقة الأخرى قبل أن أعطيهم المفتاح، وتم الاتفاق على ذلك، ورزقني الله بفرصة سفر خارج الدولة التي أنا فيها وبعد فترة اتصلوا بي وطلبوا المفتاح، تمسكت بما تم الاتفاق عليه، ولكن فوجئت من يومين بأنهم كسروا الباب ودخلوا الشقة وأخلوها استغلالا لغربتي وعدم وجودي.
السؤال: بسبب هذا التصرف مكثت يومين يبكي قلبى قبل عيني على خيانتهم لي. هل لهم علي صلة رحم ؟ إذا كان لهم بالله عليك كيف يا شيخ وأنا قلبي محروق منهم كثير جدا ولا أطيق سماع أسمائهم وليس رؤيتهم ؟
ملحوظة: هذه الشقة قبل أن آخذها قمت بدفع مبلغ تكاليف بنائها لزوج أختي لأنه بناها من جيبه الخاص، وبعد فترة تم الاتفاق على تركه شقة وقمت بدفع مبلغ 14 ألف جنيه. أرجو أن تريحوني بالإجابة. فما أريده أن أرتاح ولا أغضب الله ولا والدي في قبرهما.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمسائل الخصومات وقضايا المنازعات لا يمكن البت فيها من خلال السؤال عن بعد، بل لا بد من عرضها على المحاكم أومشافهة أهل العلم بها، ولا سيما إذا تعلق الأمر بالتركات التي تقادم عليها الزمن، فالمسألة شائكة، وفي السؤال غموض لأنك ذكرت أنك قد دفعت ثمن الشقة لزوج أختك. فهل الشقة خارجة عن التركة ملك له؟ وإذا كان كذلك فما علاقة إخوتك بها، والحكم على الشيء فرع عن تصوره، لكن نرشدك إجمالا إلى أنه تنبغي المسارعة إلى توزيع التركة وأخذ كل وارث حقه قطعا لأسباب الشحناء والبغضاء بين ذوي الرحم، فالمال فتنة والشيطان عمله التحريش لبث البغضاء وإذكاء العداوات وقطع الأواصر. وقد بينا حكم صلة الرحم وما يفعله واصلها لو عادت عليه بالضرر في الفتويين: 163457/117969

ولمعرفة كيفية قسمة العقار الموروث انظر الفتويين : 54557/ 66593

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني